لأنه أول مقال أكتبه فى العام الجديد، فضلت أن يكون كله أملاً وتفاؤلاً لأننا بالفعل نحتاج إلى طاقة إيجابية وبهجة لمقاومة اليأس والإحباط الذى يحاول أعداء مصر فى الداخل والخارج إشاعته فى المجتمع بمساعدة وسائل إعلامهم وكتائبهم الإلكترونية، مستغلين الظروف الاقتصادية للمواطنين وبعض العمليات الإرهابية الخسيسة التى تحدث من حين إلى آخر.
لكن لدىّ أمل وتفاؤل أن عام 2018 سيكون أفضل من الأعوام السابقة، وهو أمل لم يأتِ من فراغ، بل له أسس تدعمه، لأن مصر اجتازت الأصعب على كل المسارات وتخطت مرحلة تثبيت الدولة بنجاح، والشعب تحمّل القرارات الاقتصادية القاسية وحركة البناء والتنمية فى جميع المجالات لم تتوقف، لذلك أتوقع أن يجنى الشعب ثمار الإصلاح الاقتصادى ويحصد نتائج المشروعات القومية الضخمة، كما أن الرئيس السيسى يزداد خبرة فى إدارة شئون البلاد يوماً بعد يوم، وسوف يتفادى أخطاء الماضى، وبعد عبوره بسفينة الوطن إلى بر الأمان، سوف ينطلق بنا إلى الأمام، ويعمل على تخفيف الأعباء عن المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، لذلك أتوقع زيادة فى الإنتاج وضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار، وأن تنتهى أزمات الصحة والدواء بعد أن وضعنا أيدينا على الأسباب وكشفنا المحتكرين وأنشأنا مصانع جديدة للأدوية، وأيضاً بداية تطبيق قانون التأمين الصحى الجديد.
أتوقع وأتمنى الاستفادة من البنية الأساسية الضخمة التى شهدتها مصر فى كل المجالات خلال السنوات الثلاث الماضية فى إقامة نهضة صناعية هائلة، سواء بإنشاء مصانع جديدة خصوصاً التكنولوجية وكثيفة العمالة وإعادة تشغيل المصانع المتعثّرة والمغلقة، فالصناعة هى سبب تقدم الدول ورفاهية الشعوب، أتوقع وأتمنى طفرة فى الاستثمار بعد إصلاح بنيته التشريعية وتهيئة مناخه والاستقرار الأمنى، وكذلك تقديم جميع التسهيلات والحوافز لجذب مستثمرين جدد.
أتوقع وأتمنى تقييم كل القيادات فى الدولة والإبقاء على المتميزين منهم والاستغناء عن الفاشلين، وأن تكون الكفاءة فقط هى معيار الاختيار.
أتوقع وأتمنى انتعاش السياحة وعودتها إلى سابق عهدها فى توفير فرص العمل والنقد الأجنبى.
أتوقع وأتمنى نهضة فى التعليم والبحث العلمى بعد أن وضعنا أيدينا على الداء وعرفنا أسباب التدهور ووضوح الرؤية والهدف والأهم أن هناك إيماناً من القيادة السياسية بأهمية التعليم، وبأنه لا نهضة بدونه.
أتوقع وأتمنى دوراً أكبر للمعارضة، وأن يفتح الرئيس معهم قنوات اتصال مباشرة ويسمع منهم، فنحن جميعاً فى مركب واحد وقد نختلف مع بعض، لكن لا يمكن أن نختلف على بلادنا، ولا على أمنها القومى فليس لنا وطن سواها.
أتمنى وأتوقع الاهتمام بالفلاح وكل الفئات الضعيفة والمهمّشة، وأن تشملهم برامج الحماية الاجتماعية التى تتوسّع فيها الحكومة بصفة مستمرة، وأيضاً الاهتمام بالقرى الأكثر فقراً واحتياجاً.
أتوقع وأتمنى خطوات واسعة فى تجديد الخطاب الدينى وضبط المشهد الإعلامى والقضاء على برامج النصب الطبى والدجل والشعوذة والإسفاف.
أتوقع وأتمنى إصلاح الجهاز الإدارى حتى لا يكون عائقاً أمام التنمية، والتراجع فى نسبة الفساد بعد الجهود الكبيرة التى تبذلها هيئة الرقابة الإدارية، كما أتوقع القضاء على فوضى الشارع والمرور والتراجع فى حوادث الطرق.
أتوقع وأتمنى القضاء نهائياً على الإرهاب والجماعات المتطرفة، وأن تصبح سيناء مصدراً للخير والنماء بعد الانتهاء من حفر أنفاق قناة السويس.
كل الأمنيات التى ذكرتها ليست مستحيلة، بل يمكن تحقيقها بسهولة، لأن معظمها لا يحتاج إلى موارد مالية، لكنه يتطلب إرادة حقيقية، وهى متوافرة حالياً لدى القيادة السياسية.
ومصر تستطيع فى عام 2018 أن تتّخذ خطوات كبيرة على طريق التنمية والاستقرار، لأنها تمتلك كل مقومات ذلك من موارد اقتصادية متنوعة وشعب محترم تحمّل الصعاب، وداعم لقياداته ومؤسساته حتى ينجو ببلده.. وكل عام ونحن جميعاً بخير وأكثر حباً لبلدنا.. وتحيا مصر.