"عبدالهادي": مصر لم تعرف مشروعا قوميا في تاريخها كـ"السد العالي"
السد العالي
قال محمد عبد الهادي، رئيس قطاعات الشؤون المالية بشركة المحطات المائية بالسد العالي في أسوان الأسبق، إن مصر لم تعرف مشروعًا قوميًا في تاريخها الحديث التف حوله جميع أطياف الشعب كما التفوا حول "السد العالي"، فلم يكن السد العالي مشروعًا هندسيًا فحسب ولكن كان تجسيدًا حيًا لاختبار إرادة المصريين في بناء مصر الحديثة وقدرة شعبها على تحدي الصعاب، ففيه نجحت القيادة السياسية في تسخير كل امكانياتها لتحقيق هذا الهدف، واستطاعت توصيل رسالة التحدي إلى كل ربوع الوطن بكافة طوائفه عبر الخطاب السياسي والأغنية الوطنية ووسائل الاتصال كافة.
جاء ذلك على هامش احتفالات أسوان بالذكرى 47 لافتتاح السد العالي في عام 1971 حين قررت محافظة أسوان اختيار ذلك اليوم عيدًا قوميًا لها في حضور اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان، واللواء مصطفى السيد المحافظ الأسبق، بإيقاد الشعلة رمز الصداقة على جسم السد العالي جنوب مدينة أسوان.
وأضاف عبدالهادي، أن موقع العمل جنوب أسوان خلال عشر سنوات كان يبدوا وكأنه يجمع مصر كلها والكل يعزف سيمفونية رائعة في تناغم مخطط فإرادة البناء حولت الفلاحين والعاطلين إلى عمال ماهرين واتقنوا تقنيات العمل وتعاملوا مع أدواته بطريقه أذهلت حتى الخبراء الروس، وشعارات العمل والانجاز تملأ ساحات الموقع وتلهب حماس العاملين وكانت عبارة عن ملحمة رائعة جسدت عبقرية ومهارة المصري، خلال عشر سنوات كان السد العالي فيها حقيقة وواقع ملموس بل وبانوراما رائعة تُحكى للأجيال اللاحقة.
وأكد عبد الهادي، أن المشروع عبارة عن مدرسة مصرية في الإدارة وطلابها المتفوقين هم العمال المهرة الذين انتشروا بعدها في ربوع مصر قادة لمشروعات التنمية الواسعة التي تبنتها القيادة السياسية فيما بعد، وكانوا نواة للقطاع العام الذي أخذ على عاتقه برنامج التنمية الطموح الذي بدأ مع الخطط الخمسية، وما أحوجنا اليوم لمشروعات قومية حقيقية تنقل مصر إلى آفاق التنمية المستدامة، فإرادة المصرين التي شيدت السد العالي قادرة أن تشيد غيره بنفس القوة والتلاحم، طالما كان يعبر عن طموحاتها ويعود عليها بالنفع كما هو حال السد العالي، وإننا في عيد السد العالي لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتحية لكل أولئك الرجال بناة السد العالي وإلى أرواح الذين ضحوا من أجله بعمرهم.