أوتعلمي.. أنا لست من ذلك النوع الذي يقصر حياته على شئ واحد، أو شخص واحد، مهما كان، ولكن ما حيلتي إن كنتِ تعنين لي كل شئ.
الحياة كفيلة بجعل الإنسان ينسى العديد من الأشياء، والكثير من المواقف، وحتى المشاعر، لكن كيف ينسى القلب شخصًا سكن فيه، فكان أجمل نزلاؤه، وأرقهم، وأحبهم إليه، ثم انقلب شريرًا فجأة، ليمزق ذلك القلب الذي حواه، القلب الذي اكتفى به، الذي قصر عليه العمر.
وعندما تدخل العقل ليطلب من القلب طرد ذلك الشخص المشاغب الذي سبب له المتاعب، قوبل طلب العقل بالرفض الشديد، وكان الرد موجزًا موجَعًا: «لا يمكن أن يخلو هذا المكان لشخص غيره، حتى وإن هجر ولوع، فمن الصعب إيجاد مثله على الرغم من قسوته وتفننه في الوحشية، وقدرته الرهيبة على القتل والحرق والتدمير».
الأيام تعالج جميع الجراحات والأوجاع.. مؤكد، لكنها لا تجد السبيل إلى أوجاع العشاق وآلام التجاهل والهجران، فهل من نظرة بها يهدأ ذلك القلب المضطرب، وهل من صوت قد اشتاقت له المسامع، وهل من ابتسامة لتنقشع هذه الغمامة التي خيمت على أيامي، وهل من قرب يحيي ما ذبل من ورود أيامي.
أيتها الداعشية المجرمة.. كيف لم يحرك فيك ساكنًا منظر ذلك القلب الغارق في دمائه، ألم يرق قلبك لهذه الدماء المتناثرة على فستانك الأبيض؟، لا أجد لقسوة قلبك مبررًا، أو لابتعادك سببًا غير أني أحببتك.
وأخيرًا.. هل رأيت ذلك الدخان الذي ظهر في السماء مذ رحلتي، إنه الدخان المتصاعد من احتراق قلبي، سيدلك هذا الدخان على مكاني، وإن خبأ يومًا ولم يعد يظهر فلا تعتقدي أنني توقفت عن حبك، ولكنه ملاك الموت، قد سكب المياه على دخاني، وأعادني إلى باطن الأرض.