لم تخل ساحة مواقع التواصل على مدار الأيام الماضية من المشاحنات السياسية، ومعارك الانتخابات الرئاسية ومرشحيها، ومؤيدي هذا ومعارضي ذاك ومنتقدي الاثنين معا، ولكن "نصار" كان يغرد خارج السرب تماما، كعادته، يتحدث عن السينما والأفلام بعيدا عن أية أحاديث تشغل هم الجميع، إلا أن هذه المرة وجد من يغرد معه، رغم "الجو المشحون".
بوستر لفيلم The Hateful Eight نشره محمود نصار، سيناريست، على حسابه تحت هاشتاج "كل يوم بوستر لفيلم بحبه"، في إطار أحاديثه المستمرة عن الأفلام والسينما التي يتناولها دائما بأسلوبه الخاص والمختلف أيضا، إلا أنه تفاجأ بتفاعل أصدقائه معه في البداية، ليبدئوا هم أيضا في نشر بوسترات لأفلام يحبونها تحت نفس الهاشتاج، وشيئا فشيئا.. سرعان ما انتشر الهاشتاج بين محبي السينما ليتفاعلوا معه أيضا.
أكثر من 200 بوستر لأفلام يحتفظ بها نصار على موبايله وجاز اللاب توب الخاص به، يهادي أصحابه دائما ببوسترات الأفلام التي يحبونها، كما حكى لـ"الوطن"، وأن بداية انتشار الهاشتاج لم تكن سوى بـ"بوست" عن فيلم يحبه، كعادته في تسليط الضوء على مشهد أو لقطة أو أداء يخص أحد الأفلام، دون أن يتوقع أي انتشار فيقول "الناس عاجبها الفكرة، وابتدوا يشاركوا ببوسترات الأفلام اللي بيحبوها ويشكروني ع الفكرة، والموضوع وسع بشكل خضني مكنتش متوقعه".
تحت هذا الهاشتاج، كان ينوي نصار أن ينشر ويتحدث عن بوسترات الـ"Fan Made" أكثر من البوسترات الرسمية التي تطلقها الشركات المنتجة للأفلام، "البوسترات الرسمية بتبقى همها ترص صور الأبطال جنب بعض عشان تبيع، الـFan made بتبقى معمولة بذكاء فبيختاروا معنى ما في الفيلم أو تفصيلة بصرية أو سردية ويبني عليها الشغل"، وهذا ما اتجه له نصار في الهاشتاج الذي بدأه.
لا يعتبر السيناريست الشاب، الذي ينتظر خروج أولى مسلسلاته للنور بعد السباق الرمضاني القادم، أن حالة "الكهربة" الحالية هي المنفذ الذي خرّج فيه محبي السينما طاقتهم بعيدا عن الصراعات السياسية، ولكنه اندهش من انتشار الهاشتاج وسط هذا الزخم السياسي، فيؤكد أن جمهور السينما مثل جمهور المزيكا مثل أي جمهور يحب الفن، وحبهم للأفلام والسينما هما سبب انتشاره كباب جديد للكلام عن السينما بشكل مختلف، ففي العادي ينشر الأشخاص موسيقى فيلم ما أو مشهد مفضل، لذا كان الحديث عن "بوستر الفيلم" هو شكل جديد مختلف جذب الحديث عنه، فأصبح كل شخص يشارك ببوستر الفيلم الذي يحب.
عن مزاجية الدم والقتل لتارانتينو، وفلسفة الحياة كما يلمسها وودي آلن بداخلنا، وكوميديا الحياة اليومية التي نعيشها في مسلسل "Friends"، و أفيهات "سلطان السكري".. زيارة قصيرة لـ"بروفايل" محمود نصار لا تستعجب بعدها لماذا يتابعه ما يقرب من 20 ألف شخصا على "فيس بوك"، لا حديث عن السياسة أو الأوضاع العامة أو كل ما يشغل ويؤرق الآخرين، السينما والأفلام والمزيكا وحدها ما تستحوذ اهتمامه، حتى شارك بأفلام قصيرة في مسابقات السينما، وفاز بها.
"السينما أبعد من مجرد حب، السينما والأفلام هي الحاجة اللي بحبها واللي بشتغلها، الناس لما بتحب تفضّي دماغها من شغلها بتعمل أي حاجة بعيدا عنه، أنا لما بحب أفضّي دماغي وأفصل بنتقل من دور الصانع للمتلقي، فبقعد أتفرج على أفلام وأكتب عنها".. شغف نصار بهذه الكلمات هي ما جعلت شعاره دائما أن "الأفلام الجيدة تجعل حياتك أفضل".
تعليقات الفيسبوك