فى اعتقادى أن نجاح أى حكومة مرهون بتوافر ثلاثة شروط، وهى أن تكون أكثر مرونة، أكثر تنافسية، وأكثر ابتكاراً، استجابة لمعطيات الثورة العلمية والتكنولوجية الجديدة ومواجهة التحديات الجمة التى تواجهها الدولة المعاصرة. وبتوافر هذه الشروط الثلاثة نكون فعلاً وحقاً أمام «حكومة المستقبل».
ويمكن أن نلمس مرونة الحكومة من خلال شواهد عدة، بعضها شكلى يحمل دلالات ورسائل معنوية، وبعضها موضوعى يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للدولة. ففيما يتعلق بالشكل، وطبقاً للمادة 114 من الدستور المصرى الحالى لعام 2014م، «مقر مجلس النواب مدينة القاهرة. ويجوز له فى الظروف الاستثنائية عقد جلساته فى مكان آخر، بناءً على طلب رئيس الجمهورية أو ثلث عدد أعضاء المجلس. واجتماع المجلس على خلاف ذلك، وما يصدر عنه من قرارات باطل». ويستفاد من هذا النص أن الأصل الدستورى المقرر هو انعقاد مجلس النواب فى مدينة القاهرة. فلا يجوز له عقد جلساته فى مكان آخر، سوى فى الظروف الاستثنائية، وأن يكون ذلك بناءً على طلب رئيس الجمهورية أو ثلث عدد أعضاء المجلس. فإذا لم تتوافر هذه الشروط، يكون اجتماع المجلس وما يصدر عنه من قرارات باطلاً. على خلاف ذلك، لم يحدد الدستور مكان انعقاد جلسات مجلس الوزراء، الأمر الذى يجعل من الجائز أن ينعقد اجتماع المجلس فى أى مكان يراه. ومع ذلك، وعلى حد علمنا، لم يحدث أن انعقد اجتماع لمجلس الوزراء خارج مبنى المجلس. ونرى من الملائم أن ينتقل مجلس الوزراء بكامله ويعقد بعض اجتماعاته خارج المقر المعتاد له، بما يشكل رسائل معينة إلى جموع المواطنين. ففى ظل الهجمات الإرهابية التى تشهدها شبه جزيرة سيناء، ربما يكون من الملائم أن يعقد المجلس إحدى أو بعض جلساته فى إحدى أو بعض مدن شبه جزيرة سيناء.
ولتوضيح الفكرة، ربما يكون من الملائم إلقاء الضوء على بعض التجارب الأجنبية. ففى يوم الأحد الموافق السادس عشر من أكتوبر 2016م، عقد مجلس الوزراء الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة جلسة استثنائية فى مدرسة فاطمة بنت مبارك فى منطقة الحمرانية بإمارة رأس الخيمة، وذلك بحضور نخبة من أوائل الطلبة فى الدولة الذين وجدوا فى محيط اجتماع المجلس. ولا شك أن لذلك دلالة بالغة على أن الدولة تولى اهتماماً متزايداً بقطاع التعليم، وللتأكيد أن طلبة اليوم هم قادة المستقبل. وبذلك، يكون مجلس الوزراء الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة قد عقد أول جلسة له بحضور العامة منذ تشكيله. وفى يوم الثلاثاء الموافق السابع من نوفمبر 2017م، عقد مجلس الوزراء الاتحادى جلسة استثنائية بين أروقة الكتب فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، اعتمد فيها الميزانية الاتحادية للوزارات والجهات الاتحادية المستقلة للأعوام 2018/2021.
.. وللحديث بقية.