بروفايل| «هادى» فشل «الرئاسة»
صورة تعبيرية
من صنعاء إلى عدن إلى السعودية، ومن نائب للرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح، إلى رئيس «توافقى» ومعترف به دولياً لليمن، ولكن مع إيقاف التنفيذ، الفشل كان رفيق عبدربه منصور هادى منذ توليه الحكم، سواء فى إجراء حوار وطنى شامل والتعامل مع قضايا العدالة الانتقالية، أو صياغة دستور جديد، أو حتى فشله فى التوافق مع «الحوثيين». «هادى» المولود فى عام 1945 بمحافظة أبين اليمنية، تدرج فى المناصب حتى انتخب نائباً لرئيس حزب المؤتمر الشعبى الحاكم، وأميناً له فى نوفمبر عام 2008، ثم تولى منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية بعد سفر الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح إلى السعودية للعلاج عام 2011، إثر محاولة اغتيال فاشلة، ليصبح فى نوفمبر من نفس العام نائباً للرئيس ثم يخوض انتخابات عام 2012 كمرشح «توافقى» ويصبح رئيساً للجمهورية.
الفشل كان رفيق «هادى» منذ توليه الحكم، فقد فشل فى إجراء حوار وطنى شامل، والتعامل مع قضايا العدالة الانتقالية، وصياغة دستور جديد، كما فشل فى التوافق مع «الحوثيين»، ولم يهتم بمطالبهم، ما تسبب فى دخول الطرفين فى صراع انتهى بسيطرة «الحوثيين» على العاصمة، مما اضطره إلى تقديم استقالته وخضوعه للإقامة الجبرية، لكنه استطاع التوجه إلى عدن قبل سيطرة الحوثيين عليها ومنها إلى السعودية، ثم انقلب عليه الرئيس السابق متحالفاً مع جماعة «الحوثيين» وسيطروا على العاصمة صنعاء، وتلتها السيطرة على عدن، العاصمة البديلة التى فر إليها «هادى»، ما دفعه للفرار مجدداً إلى السعودية لمحاولة مباشرة مهام منصبه من منفاه الإجبارى. تمكن التحالف العربى، بعد ذلك، بقيادة السعودية من استعادة عدن وبعض المدن، ما جعل «هادى» يمارس بعض سلطاته فى اتخاذ بعض القرارات وتعيين بعض المسئولين.
خلاف آخر وقع بين «هادى» الذى تخرج فى مدرسة عسكرية اختصت بتأهيل وتدريب أبناء ضباط الجيش الجنوبى، وخالد بحاح، رئيس الوزراء السابق الذى كلف بتشكيل حكومة التوافق الوطنى، والذى تعدت طموحاته منصب رئيس الوزراء إلى منصب الرئيس بدعم دول مجاورة، لكن «هادى» أقاله من منصبه واستمر فى سياساته التى ربما لم يستسغها حلفاؤه قبل أعدائه، وذلك قبل أن تندلع معركة أخرى فى عدن بين قوات «هادى» وقوات حليفة انقلبت عليه بقيادة الزعيم الانفصالى الجنوبى عيدروس الزبيدى إثر اتهامات لحكومة «هادى» بالفساد وضعف الكفاءة.