تقولين أن للسكوت ألف معنى، وأنه يغني عن الكلام، صحيح كلامك، فالوجع من معاني السكوت، والسهر والحيرة أيضًا من أبشع صوره، فإن كان بعض الكلام يوجع، فالصمت أشد إيلامًا، وأن أجلس أراقبك من بعيد بلهفة وشوق يقابلها برود وتجاهل لهو أصعب أنواع الوجع وأقساها.
لم يحدث قبل ذلك أن استطاعت امرأة أن تسرق راحتي، وتخطف البهجة من أيامي وترحل بعيدًا دون أن تترك أثر، أو أي أمل في الرجوع.
أوتعلمي، صمتي الذي يداري غليان البركان بصدري، والابتسامة الباردة على وجهي، محاولًا إخفاء نزيف قلبي، لهي أشد أنواع الإبتسامات وجعًا، لكن الناس يصدقونها لأنهم تعودوا على الخداع والغش حتى في المشاعر.
لكن، هل يمكنني التساؤل، أي سكوت هذا الذي تطلبينه مني، من أين يمكن أن أشتريه، يمكنني أن أسكت لكن أخبريني عن طريقة أستطيع بها إسكات صراخ دمائي التي رسمت حروف اسمك على جدران عروقي، كيف أستطيع إسكات دقات ذلك القلب التي تلحن اسمك فتتغنى به باقي أعضائي، وترقص له العصافير.
أوتعلمي، في بلدتنا البعيدة، وعندما أكون في الحقل حيث الخضرة وجداول الماء الصافي، تلك الجداول تذكرني بنقاء ابتسامتك، أشعر أنها امتلأت من عبرات سالت من العين حنينا إليكِ واشتياقًا ليوم أقضيه قربك.
آه لو تعلمين أنه يلزمك 1000 عام لتجدي شخصًا يحبك مثلي، يعشقك حتى القبر.. ينتظرك يوم البعث.. ويتمناك في جنة الخلد.