الجيش المصرى هو «الرقم الصعب» فى معادلة إعادة ترتيب المنطقة العربية، وفقاً لمخططات الغرب، بتحويلها إلى دويلات صغيرة (إثنية ودينية).. وهو درع العروبة الصامد بعدما سقط جيش العراق ومن بعده تورط الجيش السورى فى حرب أهلية ومواجهات دموية لم تُكتب نهايتها بعد!.
لقد جاء «البرادعى» إلى مصر حاملاً أجندة أمريكية، فاقترح على المجلس العسكرى للمشير «طنطاوى»، عقب ثورة 25 يناير 2011، أن يكون هناك ما سماه «وثيقة فوق دستورية» تفكك الجيش المصرى وتحوله إلى «قوة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية»!!. ورفض المشير «طنطاوى» -آنذاك- إلا أن يكون الجيش تقليدياً يحافظ على الأمن القومى للبلاد وحماية الحدود.
وقتها وجّه اللواء «محمد العصار»، نائب وزير الدفاع لشئون التسليح، رسالة شديدة اللهجة إلى أمريكا قائلاً: «نحن نستطيع تغيير بوصلة التسليح فى أى وقت».. وكان «البرادعى» يسعى -أيضاً- لصياغة دستور يمنح الأقليات «الحكم الذاتى»، وهو ما يعنى بوضوح «تقسيم مصر».. وفشلت كل المخططات، بما فيها صفقة «مرسى- أوباما» لتأجير سيناء للفلسطينيين كوطن بديل.. حتى جاءت ثورة 30 يونيو فلم يتبقَّ إلا اللعب بورقة «الإرهاب»، وقصم ظهر مصر وإخضاعها بضربات موجعة تهدد أمنها واستقرارها، لتصبح دولة «هزيلة» طاردة للاستثمار والسياحة.. وطاردة حتى لأهلها من الأقباط!.
لم تكن زيارة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وقت أن كان مشيراً، إلى روسيا نزهة دولية، بل كانت لطمة على وجه الغرب الذى راهن على تحويل أسلحة الجيش المصرى إلى «خردة»، فكانت أولى المباحثات لإرساء التعاون العسكرى الفنى مع الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، ومنها التفاوض على صفقة أسلحة بقيمة مليارَى دولار للتعويض عن المساعدة من واشنطن.. وبعدما تولى «السيسى» رئاسة مصر بدأت عملية تنويع مصادر السلاح.
كان «حزب تويتر» من «مرتزقة يناير» ينعق كالبوم ويتساءل: لماذا ننفق كل هذه الأموال على «التسليح»؟.. وفى مؤتمر «حكاية وطن»، تحدّث الرئيس عن «تحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر، وتعزيز عناصر القوة الشاملة للدولة، ولا سيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومى وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته». وبالفعل كلف الرئيس قيادة العمليات العسكرية فى القوات المسلحة بضرورة إنهاء قوى الإرهاب التكفيرى فى غضون فترة من 90 إلى 100 يوم.
فباسم «الدين» استوطنت «التنظيمات الإرهابية» فى سيناء، وبعضها بايع تنظيم «داعش».. وتحولت الأرض إلى «خريطة دم»، كل يوم نصطف فى صلاة الجنازة، ونشيع جنودنا البواسل والمدنيين الأبرياء!.
لكن مصر كانت جاهزة بأحدث التقنيات العسكرية، وتحدّث الرئيس عدة مرات عن «قوة الردع» وعن «القوة الغاشمة».. وفى افتتاح «حقل ظهر» للغاز الطبيعى، قال الرئيس: «والله أمنك واستقرارك، أمنك واستقرارك يا مصر تمنه حياتى أنا وحياة الجيش».. وهى كلمات تعبّر عن عقيدة «محارب صلب» يخوض حرباً حقيقية ضد الإرهاب.
وأخيراً، أعلن العقيد «تامر الرفاعى»، المتحدث باسم القوات المسلحة، بدء تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للتنظيمات الإرهابية والإجرامية فى شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل بالتعاون مع قوات الشرطة، وقامت قواتنا البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحرى بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية.
خلف هذا الجيش العظيم «جبهة داخلية صلبة»، إنه الجيش الذى يحتل المرتبة الأولى عربياً والعاشرة عالمياً.. خلفه نحو 42 مليون فرد متاحون للتجنيد، وأكثر من 35 مليون فرد قادرون على المساعدة بالمجهود الحربى، فى حالة أن أعلنت مصر الحرب.. ولهذا: فالنصر على مرمى البصر.