غريبة قلوب العشاق يا غاليتي، لا تتذكر إلا خالقها والمعشوق، فإن كان في العلاقة تبادل للسهر والشوق والانتظار، كان النعيم المطلق، وإن كان الحال كحالنا صار جحيمًا لا تطاق.
أيتها الاستثنائية، كفي عن ممارسة هذه اللعبة معي، فأنا لن أمل، وسأظل أبحث عن ضحكتك التي تمد العصافير بالسعادة فتملأ الأرض تغريدًا وسرورًا، تلك الضحكة التي يستمد القمر نوره من صفائها، معلنًا استغناءه عن الشمس، تلك الضحكة التي تدفع الربيع ليسرع الخطى، يملأ الأرض عبيرًا وزهورًا، فتتجدد مع قدومه أحلامي الوردية التي تمدني بالحياة.
أود أن تعلمي أنني سأحتاح إلى قرن من الزمان أحاول فيه نسيانك، وعند منتصف القرن سأكون تعبت، فكلما حاولت نسيان تلك النبرة الحانية في صوتك، وتلك اللمعة الطفولية بعينيك، وكلما حاولت الاستمرار بدونك ازداد تعلقي بك، وحنيني إليك، وأنا على يقين بأني عند نهاية القرن سأحبك أكثر.. وأشتاق لعينيك أكثر.
كفي عن هذا الطلب السخيف، فكيف أنسى حبك، وهل يستطيع الواحد منا أن ينسى اسمه، توقفي عن تجاهلي والتهرب مني؛ فعند نهاية القرن سيكون قد سقط معظم شعرك الأبيض، وملأت التجاعيد وجهك، وضعف نظرك، واختفى بريق ابتسامتك، وسينفض الجميع من حولك، ولن يبق غيري، لأن عشقي لكِ عشق روح لروح، وليس عشقًا لجسد، أو رائحة عطر، أو نعومة خد.. وسلام على ذلك الحنين الذي يملأ قلبي.