"عرض خاص ولفترة غير محدودة.. على كل نجم – نجم هدية.. لتفاصيل العرض... اقرأ الآن"
يحمل الفن الكثير من النجوم الذين تربعوا على عرشه وحفروا أسمائهم على مدار تاريخهم بجهد وعرق وصبر وصراعات نفسية فى مشوار طويل للوصول إلى النجومية وصناعة أسماء وملامح تحتفظ بهم الذاكرة الفنية كنسخة واحدة أصيلة وأصلية تعيش بين الأجيال المتعاقبة وتبهرهم محتفظة ببريقها ووهجها الذى لا ينطفئ واستطاع هؤلاء أن يصنعوا صفحات من التاريخ الفنى يصعب تكراره أو استنساخه.
كسنة الحياة تذهب أجيال وتأتى أجيال جديدة وتتبدل المقاعد وتتزاحم أحياناً ومع اختلاف العصر والأوان ومع انفتاح المجال الفنى على جميع مستوياته تضاعف أعداد الفنانين فى كل مجالاته مئات وآلاف المرات والكل يحاول إثبات نفسه ووجوده ومنهم من يطمح للنجومية وبينهم من يضع عينه على عرشها وبينما نتابع كل هؤلاء يظهر علينا "كربونات النجوم"!
"كربونات النجوم" معروفون بالاسم ويشار إليهم بقوة فهذه الفئة التى قررت أن تختصر المشوار والمجهود وتقفز على تاريخ نجوم كبار بـاستنساخهم"كربون" مستغلين تقارب الشبه أحياناً واستنساخ الأداء والطريقة وحتى "تون" الصوت فى أحيان أكثر ظناً منهم أنه الطريق الأسرع للحصول على لقب نجم وهو ما يدعمه كل منهم بالمجموعات الصحفية والإعلامية التى تسلط عليه الضوء لتفرض هذا الـ "كربون" على الجمهور نجماً "غصب واقتدار"!
على رأس هؤلاء الـ "كربونات" يأتى "مصطفى شعبان" وهو يحتل مرتبة الـ "كربون السوبر" فهو كممثل يعز عليه أن يفرض لنفسه شخصية ويصر بغرابة شديدة على تقمص شخصيات الزملاء والأساتذة.. بدأ "مصطفى" باستنساخ "أحمد السقا" بعد نجاحه أمامه فى فيلم مافيا ليخرج منه ويقرر أن يصبح "سقا" فيتحول فجأة لممثل "أكشن"، ويكررها فى إعلان أحد أنواع المقرمشات لتراه وكأنه أصبح "دوبلير السقا" ثم عشقه المفاجئ للفروسية وتحول صوره فى هذه الفترة لـ "couple" مع الحصان، ولو وصل الموبايل وقتها لهذه المراحل المتقدمة الآن لأصبح "مصطفى شعبان" يمتلك أرشيفاً خاصاً من "سيلفى مع الحصان" وربما سجل باسمه سيلفى جديد "بوز الحصان"!
لم يكتف "شعبان" بالسقوط المدوى أمام نجومية الـ"سقا" الطاغية والتى تبتلع أى "شبيه"، ولم يستسلم وقرر تقمص شخصية جديدة عايشها وحقق شهرة معها ليقفز إليها وكانت قفزته هذه المرة مؤلمة فى منطقة نجم بحجم وتاريخ وشعبية "نور الشريف" ليبدأ بتجسيد دوره فى مسلسل "العار" المأخوذ عن الفيلم الشهير، وبعد نجاح المسلسل اعتقد أنه "كارت كسبان" فقرر أن يكمل مشواره كـ "نور الشريف" بل ذهب لاستنساخ التفاصيل الحركية لأبعد مدى لتشعر أنك أمام عفريت "نور الشريف" ليتطور معه الأمر وقدم استنساخاً من أعمال النجم الكبير وأشهرها "الزوجة الرابعة" من مسلسل "عائلة الحاج متولى" وهو الأسلوب الذى أثار استهجان الجمهور ورغم ذلك مازالت عجلة الإنتاج دائرة فى ظاهرة اللغز!
"كربون" آخر لا يقل حاله سوءاً وهو "محمد رمضان" الذى تأثر بأول أدواره بتجسيد شخصية "أحمد زكى" فى مسلسل "السندريلا" ليستمر بنفس الأداء ومحاولة الاقتراب من الأداء الصوتى أيضاً إلا أن كل أداءه يظل سابحاً فى منطقة تقليد "أحمد زكى" فى شخصية "السادات"!
لم يسلم الراحل "أحمد زكى " من محاولات استنساخه المتكررة والتى انتقلت بين "عمرو سعد" لقرب الملامح والتكوين إلا أن "عمرو" يحاول دائماً الخروج منه ولكنه مازال يدور فى فلكه رغماً عنه.. وبين "محمود عبد المغنى" الذى يستنسخ الأداء بشكل لا يليق أن يرتقى به حتى لدرجة الـ "شبيه" ليستنسخ لنفسه "شبيه" آخر بإصراره على اقتسامه لروح "محمد منير" فيظل متأرجحاً بين الشبيهين ويتوه بينهما "محمود عبد المغنى" الحقيقى الذى ظهر بقوة مفاجئة فى مسلسل "ظل الرئيس".
الغريب فى حالة استنساخ النجم "أحمد زكى" أن ابنه "من لحمه ودمه" لم يجرؤ على هذه الفعلة رغم أنه يمتلك المبرر لها وهو الأولى بها إلا أنه لم يقترب!
ومن "كربونات" النجوم جاء من التلحين للغناء "رامى صبرى" يحمل نسخة "فوتوكوبى" من النجم "عمرو دياب" وهو ما قصده مع سبق الإصرار والترصد مع منتجه ومخرجه "طارق العريان" لاستغلال الـ "شبه" بين الملامح والأداء الحركى كنقطة انطلاق يحقق بها الـ "فرقعة" المطلوبة إلا أن الحالة استمرت معه ولم يحاول الاجتهاد فى تطوير نفسه ليخسر كثيراً فى مقارنة قاتلة.
هناك "كربونات" أخرى كأمثلة بارزة لا للحصر مثل "تامر عاشور" واستنساخه الحالة الغنائية لـ "محمد محى" و"كريم محسن" أمام "تامر حسنى" و"محمد كمال" كربون النجم "محمد فؤاد" و"قمر" و"رولا سعد" ومحاولتهما اختطاف "هيفاء وهبى" كذلك "ميليسا" مع "إليسا".. كما كانت هناك محاولة من سنوات طويلة لاستنساخ النجم الكبير "عادل إمام" من أحد الممثلين المغمورين وقتها بشكل متطابق، والذى يصل تقاربه مع الزعيم إلى حد الـ "توأمة" إلا أنه قضى على نفسه مبكراً بهذه المحاولة الفاشلة، وهناك أيضاً من اجتهد بإصرار فى تقليد "حكيم" فابتلعته نجوميته وهضمته فالنسخ الأصلية دائماً تفرض وجودها و"كربوناتها" هى إرهاصات توقفت بأصحابها عند مرحلة الـ "شبيه" ولم تستطع اختطاف الأصل.
الحالة الفريدة كانت عندما ضرب المنتج "جى جى لامارا" نجومية "ألين خلف" التى صنعها وقرر أن يصنع نجمة شبيهة تزيحها، فكانت "نانسى عجرم" التى اكتسحت الجميع ورفضت أن تكون مجرد "كربون" أو حتى "شبيهة" وتربعت على عرش النجومية دون منافسة تحافظ على مكانها سنوات طويلة بذكائها وذكاء ودهاء "جى جى لامارا" كمنتج ومدير أعمال خارج المنافسة أيضاً.
بين كل هذه الـ "كربونات" و"أصولها" يظل الجمهور مشتتاً ولكنه صاحب الكلمة العليا التى حكمت بأن اللعب بهذا الـ "كارت" هو رهان خاسر أمام النسخ الأصلية فالتجارب أثبتت لمن يعى أن الـ "كربونات" تسقط فى الطريق ولا يتبقى إلا الأصل.. ومع التقادم وبمرور الوقت يزداد الأصل توهجاً ولمعاناً أمام "الكربونات"التى تنتهى فقط كـ "أشباح"..
وما زال العرض سارياً حتى نفاذ الصلاحية!