كان المايسترو النجم الألمع بالحفل، شاب في بداية الثلاثينيات، تخلى عن بدلة المايسترو السوداء الشهيرة، يمسك بعصا صغيرة، يحرك بها الأوركسترا، الجمهور، فني الإضاءة، لدرجة أنني شعرت أن عصاه (ريموت) يتحكم في الحفل من خلاله.
في الصف قبل الأخير كنا نجلس، أنا وهي كنا نتحرك مع عصا المايسترو، مثلنا مثل كل الحضور لكني لا أدري لماذا كانت تلك الاشارة بالتحديد لنا فقط، نظرنا لبعضنا دون اتفاق، إشارة أخرى انهمرت الدموع، إشارة ثالثة بدأت الإضاءة تعلو بالتدريج لتبدأ دموعها في منافسة بريق عصا المايسترو، بينما كان علي الحجار يكرر سؤاله: "مش عارف ليه؟"