جملة عبقرية بالفعل: «إن مات منك فى يوم شهيد.. فيه ألف غيره بيتولد» لتؤكد إصرار شعب أراد الحياة ومصرّ على حماية بلاده وتأمين مستقبل أجيال عدة مقبلة فى مواجهة من لم يكونوا فى يوم من الأيام «جملة مفيدة» فى دفتر أحوال الوطن، بل كانوا مجرد «جملة اعتراضية» فى ذاكرة مصر.. مجموعة من المدعين لم ينجحوا فى أن يكونوا «رقماً» صحيحاً فى «معادلة العمل الوطنى»، بل كانوا مجرد «كسر عشرى» على هامش «مسألة حساب المسئولية الوطنية».. توهموا أن فى قدرتهم تهديد وطن وشعب ولم يحموا حضارة أو تاريخاً.. بددوا دماء شهداء ولم يصونوا حلم ملايين فى صياغة مستقبل أفضل.. فرّقوا إخوة ورفقاء درب وكفاح ولم يجمّعوا شركاء الوطن.. أسالوا الدماء ولم يحقنوها.. ولذا فقد سقطوا «عمداً» من تاريخ الوطن ولن يعودوا أبداً.. فهم يرقصون الآن «رقصة الوداع»..!
سيناء أرض المحبة والسلام.. اختلطت رمالها بـ«التسامح» مثلما اختلطت بدماء شهداء صعدوا إلى السماء «أحياء عند ربهم يرزقون»، وربما يرقبون الآن إخوانهم أو أبناءهم وأحفادهم وهم يعزفون «اللحن الأخير» فى سيمفونية القضاء على الإرهاب وتجار الدم.. «سيناء 2018» باتت أقرب إلى «مقصلة» تقتص من كل خائن حاول إفساح مساحة لكل من يستهدف هدم الدولة أو إسقاط الوطن.. كل من أطلق رصاصات الغدر على صدر من «باتت عينه تحرس فى سبيل الله».. كل من سعى ويصر على إشعال النيران فى «جسد الانتماء».. من حاول أن يرشق التاريخ بحجارة التطرف.. من يشرع أسلحة بيضاء فى وجه التسامح والمحبة والسلام..!
ما يجرى فى سيناء منذ يوم السبت الماضى هو بالتأكيد «المعركة الأخيرة» فى «الحرب الشاملة» على التتار الجدد وأباطرة الدم ورعاة «فتاوى القتل والعنف»، الذين لم يستسلموا لـ«كابوس الرفض الشعبى» لهم الذى أفاقهم من حلم اختطاف مصر والاستحواذ عليها والتمكن منها.. غير أن الوطن استمر فى طريقه الصحيح فحاولوا إزهاق أرواح الأبرياء.. وذبح أبناء الوطن الواحد.. وإسالة الدماء بحوراً أملاً فى أن تبحر سفن «الجماعة» -التى أحدث فيها هدير أصوات الملايين يوم 30 يونيو ثقوباً متسعة- مرة أخرى إلى مرفأ السلطة.. غير أن طريق نهاية أوهامهم جميعاً هذه قد بدا وقاربت النهاية على أن تظهر فى الأفق..!
قائد مقاتل عنيد خرج قبل نحو 5 أعوام من بين صفوف المؤسسة الوطنية يقود شعباً «أراد الحياة» فى مواجهة هؤلاء «التتار الجدد» الذين لا يعرفون سوى «إسالة الدماء» لغة لهم، وتوهموا أن بإمكانهم إعادة اختطاف شعب ووطن وإخضاعهما لـ«خداعهم» مرة أخرى حتى وإن كانوا قد غلّفوا هذا الخداع بـ«مسبحة ولحية».. غير أن محاولتهم اليائسة لإعلان «إمارتهم المزعومة» على أرض سيناء قد كتبت لها النهاية..!
«جنرال».. خرج وأخرج معه ذلك المارد الكائن داخله وانتفض ليقود 104 ملايين من أبنائه بعد أن عاهدوه على الاصطفاف خلفه ليثأر ويقتص لشهداء الوطن فهو ليس جنرالاً لهؤلاء فقط الذين ينتظمون أمامه فى طوابير بمعسكرات «مؤسستهم الوطنية» ليرد عليهم بالتحية العسكرية ولكنه بالفعل «جنرال» لشعب بأكمله اختار كل مواطن فيهم مصيره بأن يكون «مشروع شهيد» وينتظر اللحظة التى يُلف فيها جسده بـ«علم مصر» يؤدى واجبه تجاه الوطن ويصعد إلى السماء «حياً» يرزق عند رب السموات والأرض.
ما يدور منذ بداية الأسبوع الماضى على أرض سيناء وغيرها من مواقع الوطن ليس «انتقاماً» بل «قصاص عادل» لكل هؤلاء الشهداء سواء من أبناء المؤسسة العسكرية أو من «المؤسسة الأمنية الوطنية» أو من هؤلاء المدنيين الأبرياء الذين كانوا يؤدون فروض دينهم فى الكنيسة والمسجد.. وضماناً لحق أجيال أخرى مقبلة.
مجموعة من خيرة شباب الوطن أوكلت إليهم فروض الواجب حماية حدود الوطن، وتجنيبه شرور البعض الذى يستهدف -تآمراً- ذلك الوطن.. وبالتأكيد أن أحداً من «أبطال الوطن» لم يبخل بروحه من أجل انتشاله من بين أنياب الإرهاب الأسود وتحقيق مستقبل أفضل آمن بعيد عن أيدى هؤلاء الذين يتربصون به..!
واقع المشهد يؤكد أن جماعة الإرهاب لن تكف عن إسالة الدماء كوسيلة لاسترداد موقعها الذى كانت قد اغتصبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين.. ولن يكتفى هؤلاء الإرهابيون بما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن الذى لا يعرفونه، أملاً فى أن يُتاح لهم مكان بين أبنائه مستقبلاً إذا كان لهم أى مستقبل بيننا وفق ما يتوهم به بعض من أفراد «الطابور الخامس» الذين يطلون علينا بين الحين والآخر.
وإذا كانت معركة الثأر والكرامة قد بدأت بالفعل فلننتبه لمن يضم حاجبيه أمام عدسات التليفزيون فى بعض برامجه الليلية ليوجه انتقادات حادة لكل شىء ويصمه بالسلبية.. أو ذلك «المتآمر» الذى لا يستهدف سوى زرع اليأس فى صدور البعض، غير أن مصير كل هؤلاء الخونة فى النهاية سيكون خلف قضبان محاكم القضاء!
فى النهاية فإن تلك الأرض السمراء الطيبة التى احتضن ترابها «عظام عظماء» ستظل كما هى صامدة تضم مصريين مسالمين هدفهم الخير وتحكمهم الفضيلة ويحيطهم الحق.. فلن يهزمنا «تنظيم أو جماعة إرهابيين».. ولن تكسرنا شهادة.. ولن نُحبط.. ولن نفقد الثقة فى أنفسنا أو قدراتنا.. فإن استشهدنا أو أصبنا فهو شرف نستحقه.. وإن حيينا فسنعيش أبطالاً مرفوعى الرؤوس.. وإن مات منا -فى اليوم- 100 شهيد وليس واحداً فهناك «ألف غيرهم بيتولد».. ولك يا مصر دوماً السلامة.