في زمان ، بعيد بعيد ، و في مكان ، بعيد بعيد ، في القرن السادس عشر ،القديم التليد ، عاشت اميرة ، هندية حمراء ، تعتمر الريش ، على رأسها و تنورة على خصرها ، تحيا بتقاليد و تعاليم ، قبائل المايا،حيث التحضر و العلم اقل ، لكن التعامل مع الطبيعه ابرع و أفضل .
كانت بوكاهانتس ، ابنة من بين اخوه و أخوات عده لكبير قبيله، هنديه حمراء، كانت المراهقة الصغيره مخطوبة، لأحد أبناء تلك القبيلة الغراء ، ذات السطوة و القوة في منطقة (جيمس تاون ) بولاية فرجينيا، بطلتنا الصغيرة، ليست كغيرها من فتيات القبيلة ، هي تحمل في روحها ، و فكرها شيئا خاصا ، لا ترضى بما حولها، فلا القبيلة هذه هدفها و لا ذاك الخطيب حلمها ،و لا تلك الحياة هي ما يرضيها .
كانت تدور يوميا في منطقتها، و وطنها حروب بقاء بين المستعمر الانجليزي، و بين الهنود الحمر، شعبها و كانت تتساءل دوما ،عن سبب تلك الحروب ! و عن مآلها و موعد نهايتها .
و في اليوم الموعود، يأتي شباب قبيلتها ،بصيد سمين فقد أوقعوا ،بكتيبة كامله ، للمستعمر قتلوهم جميعا و أبقوا على قائدهم( الكابتن جون سميث ) و نصبت محكمة الكابتن سميث، المعروفة نهايتها مسبقا و بدأت قبيلتها ،طقوس إعدام الكابتن و كانت بوكاهانتس تنظر كغيرها في البدايه و تراقب ، الا ان عينيها وقعت على الضحية ، نعم لقد رأت الكابتن سميث !! اخيراً رأت رجل ذو بشرة بيضاء ، لكنه الخصم العدو و المستعمر ؟!! اهم بهذا الجمال ؟! و الأناقة و التحضر ؟! أهو بشر بالأساس ام جاء من خرافة من خرافات كتب المايا ؟! و سحرت بوكاهانتس و استكبرت الامر و هالها ان تقتل الوسامه و شجاعة الفروسية ؟!! و لكنه من معسكر العدو يا بوكاهانتس !؟ اي عدو ؟! بل لم يعد عدوا بعد الان ، على الأقل في عيني ، الأميرة الهندية الحمراء، المسحورة بجاذبية الرجل الاوروبي ،ذو البشرة البيضاء .
و تنطلق بوكاهانتس قبل إعدام الكابتن سميث و تمنع أباها من جريمة شنعاء ، فهو سيقتل لمحة حلوه في حياتها و تنجح بالفعل ، و تقنع زعيم القبيلة باخذة أسيرا و بالفعل يعيش بينهم سميث ، و تكون الأسيرة الحقيقية هي بوكاهانتس و قلبها و تعشق الكابتن سميث ، و تعشق بلاده و ثقافته و تبدأ في التمرد على بني جلدتها و قومها ، تكره تأخرهم و همجيتهم و شعائرهم و طقوسهم ، حتى ديانتهم، لم تعد تشعر بالانتماء اليها ، و في يوم من الأيام، يصاب الكابتن سميث ، بجروح خطيرة جراء حادث إطلاق نار و يعود الى كتيبته ، و يتقرر هناك سفره الى إنجلترا، للعلاج و لكن بوكاهانتس لم تعلم الا انه عاد لكتيبته في معسكر المستعمر، في فرجينيا ، و تذهب خلفه لتقصي الحقيقة و الوقوف على اثره، و لكنها تؤسر لاعتقاد الإنجليز بأنها جاسوسة عليهم.
دخلت بوكاهانتس المعسكر الانجليزي ، انه ملئ بأشباه جون سميث ! أنهم أناس مختلفه ، لم تشعر بالغربه ، بل لاحظ الإنجليز نفسهم افتتانها بحياتهم ، عشقت تفاصيلهم ، حتى انها اعتنقت المسيحيه ً و تعمدت بالكنيسة ، و تخلت عن ديانه شعب المايا و آلهتها ، و بالطبع لم تجد جون سميث و لكنها وجدت حياة بديله عشقتها و في سبيلها أصبحت مستعدة لفعل اي شئ ، حتى و ان كان خيانة شعبها ، باسم الحب و اللحاق بالمدنية و التطور .
إفتدتها قبيلتها و عادت اليهم ، عادت ( كانجليزية حمراء ) أصبحت كيانا أخر و شخصا اخر ، عادت الى قومها لتكون عينا عليهم، تنقل أخبارهم و أسرارهم الى الإنجليز، و يباد قومها، و تستمر في خدمة المستعمر و تتعرف على مستوطن اخر، هو (جون روولف ) و تحبه و تتزوج منه و تنجب ابنها توماس روولف , اول طفل لأب أوروبي و ام أمريكية حمراء و سافرت مع زوجها و ابنها الى بلد احلامها ، إنجلترا و هناك استقبلها المجتمع الانجليزي، كمثال حي على تطور الانسان الاول و ترويض الهمجية و استئناسها !! و الى اليوم يمجد ذكراها الأمريكان ( الإنجليز سابقا ) كايقونة للعشق و خدمة الوطن .
تعيش الأميرة الهندية بوكاهانتس ، سنوات قليله في إنجلترا تنال خلالها شهرة كبيرة، و يكون وجودها هناك حدثا , كان نأتي الى بلادنا الحارة مثلا بباندا صيني او كوالا أسترالي !؟؟ و تحكى عنها الحكايات و الأساطير و لكن سرعان ما تموت صغيرة ابنه اثنين و عشرين عاما ، تاركة أسطورة العاشقة بوكاهانتس و البطلة الامريكية الشهيرة .
ترى أيهم كانت بوكاهانتس ?! أ هي كما قدمتها ديزني ؟! الأميرة الشجاعة المحبة المضحية !؟ ام هي خائنة شعبها و جاسوسة عليهم ،?! ساعدت بخدماتها في فنائهم و إبادتهم، بكل الأحوال و على كل الأوجه فقد عشقت بوكاهانتس و وقعت فريسة قلبها ذو الأحلام العريضه و الأمل الكبير و اللا معترف بالمستحيل .