فى نهاية كل عمل فنى، سينمائى أو درامى، ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها، يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف، وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً ..
هذا هو "المشهد الناقص"!
(حضرة المتهم أبى)
ـ مشهد داخلى نهاراً بالنيابة
كان الجميع يقف أمام باب وكيل النيابة فى حالة انهيار.. "عبد الحميد" وابنه "أحمد".. "كمال" الصحفى وابنه "خالد" و"شفيق" و"أشرف" ابن الوزير السابق "شكرى عبد الرؤوف"..
الكل فى حالة توتر وقلق من جريمة قتل "هنا" إلى أن خرج وكيل النيابة وطلب التحدث مع "عبد الحميد" ودخل وهو فى حالة انهيار تام..
وكيل النيابة: أستاذ عبد الحميد.. ممكن تهدا شوية عشان نعرف نتكلم؟
عبد الحميد باكياً: هو فيه لسه كلام هيتقال بعد ما بنت أختى ماتت وابنى ضاع والبيت اتدمر.. إزاى أنا المربى الفاضل اللى ربيت مئات وكونت أجيال أفشل فى تكوين أسرة.. هل ده انتقام من ربنا عشان فرطت فى يوم فى حق ابنى؟
يكمل باكياً: طب ما حضرتك شوفت شكرى عبد الرؤوف واللى عمله عشان يدمر مستقبل ولادى.. ولما اتنازلت اكتشفت إنى ساعدته أنا كمان..
يضرب بيديه على مكتب وكيل النيابة فيحاول تهدئته: أستاذ عبد الحميد.. اسمعنى بقى.. هنا ما ماتتش.
عبد الحميد مذهولاً ومصدوماً: ما ماتتش إزاى.. إزاى؟!
وكيل النيابة: أيوة ما ماتتش.. هنا فى المستشفى.. هى أغمى عليها بس ولما رموها فى الشارع الناس خدتها المستشفى وهى دلوقتى تحت الملاحظة.
عبد الحميد فرحاً: أمال الظابط اللى جه وقال كده.
وكيل النيابة مقاطعاً: دى مجرد خطة عشان نوقع شكرى وابنه.
عبد الحميد: ألف حمد وشكر ليك يا رب.. كده ما فاضلش غير قضية أحمد.
وكيل النيابة: دى كمان قضية منتهية.
عبد الحميد بحسرة: آه منتهية.. بحبسى أو حبسه.
وكيل النيابة مبتسماً: لا يا أستاذ عبد الحميد.. لا منتهية بحبسك ولا حبسه.. أحمد من أول يوم جه واعترف اتفقنا معاه على خطة للآخر تخليه شاهد ملك وتوقع فاروق تاجر المخدرات واللى معاه.. والحمد لله القضية اتقفلت.. ودلوقتى فيه قوه راحت تجيب المتهمين.
عبد الحميد بلهفة ودون تركيز يمسك بذراع وكيل النيابة: يعنى أحمد كده براءة؟!
وكيل النيابة متردداً: مش براءة أوى.. لكن أوعدك إنى أجيب له إيقاف تنفيذ لمساعدته فى الكشف عن تجار السموم لولادنا.
عبد الحميد: أنا مش عارف أشكرك إزاى.
وكيل النيابة: مفيش شكر.. بس عاوز أديك نصيحة يا أستاذ عبد الحميد.. إوعى تتنازل عن حقك وحق ولادك مهما كانت الضغوط لأن كان ممكن فعلاً تنازلك ده يؤدى لكارثة.. وهى حبس أحمد وموت هنا.. لكن زى ما بيقولوا ربنا قدر ولطف.
يربت برفق على كتفه: يلا يا أستاذ عبد الحميد.. خد ابنك وروح طمن أهلك ولو إنهم عرفوا أول ما نزلت من عندك وزمانهم فى المستشفى عند هنا.
عبد الحميد يحتضنه بشدة ويخرج من غرفته ليجد ضحكة على وجه "أحمد" وكأنه يعلم أن والده عرف كل شىء فيحتضنه "عبد الحميد" وينظر إلى "شكرى عبد الرؤوف".
عبد الحميد: إنت حاولت تدمرنى أنا وابنى .. لكن أنا هحاربك للنهاية.. ولو طال العمر ومرت السنين لا يمكن هكون فى يوم من الأيام.. حضره المتهم أبى.