اليوم تُعلن الهيئة الوطنية للانتخابات أسماء المتنافسين على المنصب الرئاسى وتُطلق الحملات الدعائية رسمياً لمدة شهر، يطرح فيها كل مرشح من المُرشحين رؤاه وأفكاره على الناخبين.
أعلم أن الانتخابات تتم فى أجواء صعبة ليست من جانب محاربة الإرهاب أو بسبب الظروف الاقتصادية فقط، وإنما لوجود جماعات تبث روح الكراهية واليأس فى نفوس المصريين.
الإعلام مطالب بتنظيم حملات شحن الروح المعنوية للناخبين ليس لأن عطباً أصابها وإنما فى مواجهة الحملات المضادة لقوى الشر والساعية لإفقاد الانتخابات أهم عناصرها وهو الوجود الشعبى.
منذ يناير 2011 ونحن نعيش فى دائرة تحديات داخلية وخارجية، بناء مؤسسات الدولة وانتزاع اعتراف العالم الخارجى بها. الاشتباك مع إرهاب يسعى لإعادة تنصيب المرشد وأنصاره فى الحكم بدعم إقليمى وإعلامى دولى. مواجهة متنوعة لانهيار اقتصادى شامل كان على شفا إعلان البلاد إفلاسها.
لذلك خروج الناخبين إلى مقار الاقتراع لا يقل أهمية عن خروجهم فى 30 يونيو، فكما احتشد المصريون فى الميادين لإسقاط حكم المرشد، يجب أن يحتشدوا أمام مقار الاقتراع لإسقاط مخططات ومحاولات أنصار المرشد وأعوانهم لإفشال العملية الانتخابية.
الناس تعلم جيداً صعوبة المرحلة والمخاطر التى نواجهها ولو كانت غير ذلك ما كانت لتتحمل ضغوط الإصلاح النقدى والمالى الذى نعيشه، لكن بالتأكيد هناك جوانب سلبية تترك آثارها على نفوس الناس ولا يجب أن نترك لها المجال للتأثير على الانتخابات.
الإرهابيون ومن نحا نحوهم من «المدنيين» يضغطون بشدة فى الانتخابات ويناصرهم فريق دولى من الخارج وقنوات فى داخل مؤسسات الدولة وأدواتها الإعلامية يتلونون باسم دعم الدولة وهم فى الحقيقة يدسون السم فى العسل فى ما يكتبونه أو يروجونه.
السؤال هو لماذا انقلبت مواقف هؤلاء الذين تآلفوا وتوحدوا لإسقاط حكم المرشد الأخطر على الوطن فى تاريخه ويعودون الآن للتحالف مع أنصار المرشد من أجل إعادتهم للحكم أو على الأقل للمشاركة فيه تحت مسمى الاندماج؟ وهو بالضبط التصور الأمريكى الأوروبى المطلوب لمصر على غرار تونس.
هل تغيرت مواقف الإرهابيين واعترفوا بجرائمهم وأعلنوا توبتهم والتزامهم السلمية وحق الناس فى الاختيار وامتثلوا أمام القضاء لمحاسبتهم حتى يُبدل هؤلاء مواقفهم؟ وهل زال خطر التنظيمات الإرهابية ليتباحث معهم البعض ويُنسق معهم، معتبراً أن الإجراءات القانونية ضدهم هى ضد مصلحة الوطن؟
لا أستطيع التفرقة بين هذه الدعوات وبين محاولات وتصورات إفشال الانتخابات الرئاسية أو على الأقل الإساءة لها وإفقادها مصداقيتها.
أنتم من زرعتم أنفسكم فى صف الإرهابيين، والشعب سيواجه التحدى الجديد ويواجهكم ويعيد فى هذه الانتخابات إنتاج «30 يونيو» لتأكيد استمرار رفضه حكم المرشد.