ذات يوم، سيتوقف رقمي عن الظهور على شاشة هاتفك، وتنقطع رسائلي على وسائل التواصل الحديثة، أو ربما تغيرين أرقامك من الأساس، إياكِ أن تعتقدي أني مللتُ حبك، أو توقفت عنه، فربما أكون قد فارقت الحياة، أو مللت صدك وهجرانك وقررت أن أنزوي إلى مكان بعيد أحبك فيه وحدي، حيث لا صد ولا تمنع، وأعذر عدم تواجدك بالقرب مني، فأوهم نفسي أنك تبحثين عني في كل مكان، لكنك لا تجديني.
أتصدقيني لو أخبرتك أن مجرد توهم أنك تبحثين عني وأنا أتجاهلك يشعرني بالضيق والضجر، فأنا لست قاسيا مثلك، وقلبي ليس صخرًا كقلبك، لستُ مُتبلدًا إلى هذا الحد المريع، لستُ شريرًا وأنت كذلك، لكن لا أدري ما الذي حجب عن قلبك حقيقة ولعي بكِ وانغماسك بين جلدي وعظمي، لا أستطيع انتزاعك من بينهما.
لا أستوعب كيف تنامين قريرة العين مرتاحة البال كل ليلة، وأنا أتسول النوم فلا أجده، نعم.. أهرب من التفكير فيكِ إلى النوم، فأجدك في أحلامي، وليتها أحلام وردية، بل انعكاس لواقعي المرير معك، فحتى في الحلم صد وهجران، عادة ما تبدأ بلقاء بعد شوق ولوعة، وتنتهي بمحادثة سخيفة، أو برود في المقابلة وكأنها لدحر اللوم لا أكثر.
وأراني في منامي قد قررتُ التوقف عن حبك، فأقوم من النوم فزعًا، مستعيذًا من الشيطان الذي يصدني عن حبك، مستعيذًا بالله من قسوتك وبرودة عينيك.