يعتبر تصنيف النظم الجمهورية عكس النظم الملكية الوراثية، فهو يعتمد على شرعية هذه الجمهورية، مثلما سقط حكم الأسر المالكة فى فرنسا، فأعلنت الجمهورية بديلاً للملكية الوراثية، وبدأ التصنيف حسب شرعية كل رئيس جمهورية منتخب، وأشهرهم «ديجول» الذى اعتمد على شرعية النصر فى الحرب العالمية الثانية حتى أسقطته مظاهرات الطلاب.
ووفق هذا التقسيم تكون مصر قد مرت حتى الآن بأربع جمهوريات هى: الجمهورية الأولى (شرعية ثورة يوليو)، وحكم مصر فيها رئيسان هما محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وانتهت شرعية هذه الجمهورية بهزيمة «عبدالناصر» فى يونيو 1967، حيث أعلن قرار التنحى أنه ترك الموقع لزكريا محيى الدين وبصرف النظر عن وفاته 1970، الجمهورية الثانية (شرعية أكتوبر): وحكم مصر فيها رئيسان هما أنور السادات، ثم حسنى مبارك، حتى أعلن تنحيه فى فبراير التالى لأحداث يناير.
الجمهورية الثالثة التى قامت على شرعية أحداث يناير، والتى تسببت فى وقائع دامية وكادت مصر تنتهى فيها الدولة، وتولى الحكم فيها المشير طنطاوى قائماً بأعمال الرئيس، ثم محمد مرسى.
الجمهورية الرابعة التى قامت على شرعية ثورة يونيو وأسقطت حكم محمد مرسى، وجاءت بالمستشار عدلى منصور رئيساً، ثم انتخابات عامة من أنزه انتخابات التاريخ السياسى المصرى تم انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية بأعلى نسبة تصويت.
والسؤال: هل حقق الرئيس الثانى للجمهورية الرابعة آمال الناخبين الذين زحفوا لانتخابه فى الرئاسة الأولى له أم لا؟
والجواب يعتمد على اتفاق مهم هو العقد الاجتماعى للشعب الذى اختار فيه الرئيس، وإذا سألت أى مواطن: لماذا انتخبت السيسى؟ فيجيب..
أسباب انتخاب الشعب للسيسى الرئيس الثانى فى الجمهورية الرابعة لمدة الرئاسة الأولى (2014/2018):
إزالة الحكم الدينى المتشدد من سدنة رئاسة الجمهورية ليصبح منصب الرئيس راعياً لكل الأديان والأعراق والطبقات.
إعادة الدولة المصرية بكل مؤسساتها للشارع المصرى لتحقيق الأمن للمواطن والأمان لأسرته من مسكن وملبس ومأكل وتعليم وصحة.
إعلان انتهاء فترة توقف التنمية وعودة العمل فى برامج التنمية التى توقفت وكل شرايين المرافق التى انسدت طوال عطلة طويلة أجبرت عليها الدولة منذ أحداث يناير.
بدء خطة عاجلة لعودة المكانة المصرية داخل محيطها العربى والأفريقى والمتوسطى والدولى بعد أن تحطمت صورة مصر وأصبحت لعبة فى يد الصغار من قطر إلى إثيوبيا.
بناء جيش قوى قادر على إرهاب الأعداء، وقادر على مساندة الأشقاء، ونافذ الأثر فى المحيط الأمنى المصرى من حدود مصر شرقاً عند رفح وطابا، إلى حدودها غرباً عند السلوم وتوشكى، وشمالاً بساحل المتوسط، وجنوباً بحدود بحيرة ناصر وحلايب وشلاتين.
تحقيق آمال الشباب فى مستقبل مشرق، ودولة فتية، وتحقيق آمال الكبار والآباء فى الأمان الاجتماعى والأمن الغذائى والدوائى، وعودة قوة مصر الناعمة، وعودة الوعى الوطنى بسد قنوات الفتنة، وطرد مذيعى الفضائح، ونشر المعلومات الصحيحة.
والسؤال الثانى هنا: هل هذه البنود تحققت واستطاع السيسى أن يلتزم بها، ونفذ كثيراً منها، ويسير فى تنفيذ الباقى، أم لا؟.
والختام هنا: أترك لضمير كل ناخب يفكر فى عدم الذهاب للجان هل استطاع السيسى أم لا؟ إذا كان نعم فاذهب وإذا كان لا فلا تذهب.