كان يخشى دومًا سماع ذلك الصوت الخارج من مكبرات مشئومة، نبرة من يتحدث فيها يتغلب عليها الأنين والحزن، يترقب همسات صوته، إنه منادي الموت، لا يرتجي سماع فراق لا تجف أرضه، ظل الانتظار رقيبه، ومن هذا الصوت ودع الكثير ممن يعز عليه تركهم، حتى طرق المنادي آذان روحه بصدى اسمه هذه المرة، صار هو الراحل، وتبقى هي المرة الأخيرة التي يسمعه فيها، ولتبدأ حينها بداية البداية..
وداعا لكل من رحلوا ولم يتركوا سوى أثرا طيبا، وداعا لمن تبقى أرواحهم الطيبة بيننا تؤنسنا وقت الوحشة، وداعا حتى يحين اللقاء لعله ليس بعيدا، لعله كان وإن لم تبلى الأجساد بعد.