الكلام «كتير» بشرط ألا يكون «أى كلام»، والزن ع الودان أسهل طريقة لحل المشكلات، وخصوصاً المشكلات الاقتصادية. والمصرى الفصيح يقول: «الزن ع الودان أمر من السحر»! والمسألة مش سحر ولا شعوذة! ومن الأول أحذر كل الحذر من أن يظن البعض بمناسبة الحديث عن «الودن»، أننى أسخر من المرشح الرئاسى عمرو موسى الذى أعلن مؤخراً أن بإمكانه حل كل مشاكل مصر الاقتصادية بالتليفون، فالخيال مطلوب والابتكار مرغوب لحل مشكلات «غلبنا» فيها سنين طويلة، جربنا فيها السفر بالطائرات وعقد المؤتمرات وبرم الاتفاقيات وخرم جيوب الناس، لماذا لا نفكر بروح العصر ولا نسمع لمرشح لديه القدرة على حل مشاكلنا بالتليفون.
الناس لا تتساوى فى «الألو»، هناك من يتمتع بسحر «الألو» وجمال الهلة والطلة مثل صاحبنا، فـ «ألو» واحدة منه تعالج «العيان» وتكسى «العريان» وتعلم «العيال» وتصلح «الأحوال» وتشغل «الولاد» وتجوز «البنات» وتعدل «المايل» وتجيب المال «السايل»، الألو السحرية ليست مثل إعلانات «اللزقة» إياها التى تعالج الضغط والسكر والذبحة والسمنة والأنيميا وضعف الذاكرة وما يستجد من أمراض، لا إنها «ألو» قادرة على الوصول إلى المسئولين «التقال» فى دول العالم المختلفة لتخرم جيوبهم -بدلاً من خرم جيوب المواطنين- ليتدفق شلال «الفلوس» على البلد بقدرة «رنة»، ومن البداية على الشعب أن يعلم أن تكلفة فاتورة التليفون عليه، وليس من المعقول أن يضيع الرجل وقته ويهلك صوته فى ضرب «الألوهات» على حسابه، على الشعب الطيب أن يدفع بالتى هى أحسن!
قد تستغرب عندما أقول لك إن صاحبنا المرشح لا يسعى إلى كرسى يتسلطن عليه أو لقصر يرحرح فيه، بل يبحث عن سويتش يساعده على الرحرحة فى الكلام من أجل حل مشاكلنا الاقتصادية المعقدة، لن يسير أمامه «تشريفة» بل حامل «أجندة تليفونات» أو حامل «المحمول» ذى الذاكرة العجيبة التى تعرف سكتها جيداً إلى «ودان» المقرشين. بشرط إن الشعب «ميزنش» كتير عشان «الريس» يحس «بالفايبريشن»! «الزن» ده هو الذى أدى بالمرشح إلى أن يخفق فى حل مشكلة الناشط «أحمد الجيزاوى» بالتليفون -رغم أنه اتصل- بسبب «اللكلوك» والرغى الكتير!
وحتى لا يصاب البعض باللخبطة من اختيار المرشح السويتش للـ «الشمس» كرمز انتخابى له وليس «التليفون» الذى كان متاحاً أمامه، أنبههم بسرعة إلى أن التليفون يحتاج «حرارة»، والحرارة مصدرها الشمس، والشمس كما أكد المدير التنفيذى لحملة المرشح السويتش ترمز لمعانى كتير «جليلة»، فهى تعبر عن بزوغ مستقبل جديد لمصر يتميز بالشفافية والوضوح والأمل، وحرارة التليفون أيضاً، وتروح فين الشمس من فوق «قفا» المصريين؟!