«الحاجة أم الإختراع».. رياضة الغلابة
مروة سالم
استيقظت «مروة» صباحاً كعادتها. حملت حقيبة صغيرة بها علب مناديل مخصصة للبيع على كورنيش أسوان، بدأت بصوتها الحر الصغير تصيح: «مناديل، مين يشترى المناديل»، وأثناء تجولها فى الشوارع والميادين سمعت صوت الأذان يرتفع لصلاة الجمعة، ارتدت «الإسدال»، ولبّت النداء، وحملت حقيبة مناديلها الصغيرة لتستكمل يومها، لاحظت الطفلة السمراء تزاحماً شديداً، وأدركت أنه سباق جرى «ماراثون»، أرادت أن تشارك الأطفال لتلهو وتلعب، لأنها محرومة من اللعب لظروفها الصعبة، ولعدم وجود ملاعب للغلابة، أو وقت بعيداً عن العمل، حنّت «مروة» لغريزتها الطفولية صاحبة الـ11 عاماً، فتحررت الجميلة «مروة سالم» من شنطة المناديل وانساقت وسط الآلاف، لم تهدف أو تخطط للفوز بالسباق، فقط تشارك وتجرى، لم يكن معها حتى رسوم المشاركة 200 جنيه، لكنها كانت تملك الأهم، حب التجربة، تملك أمل المشاركة، تملك روح الفوز، ودون أى مقدمات تحقق «مروة» ذهبية ماراثون الأطفال فى السباق الخيرى المخصص لصالح مستشفى مجدى يعقوب، لتحمّلنا جميعاً المسئولية، وتكشف لنا المسكوت عنه فى الأقاليم، وتفتح ملفاً هو الأخطر «رياضة الغلابة»، وما هى رياضة الأرياف والأقاليم، وما هى الرياضات التى يمارسها الأطفال فى النجوع، لنبدأ معاً فى طرح الواقع، ولتصبح «مروة» الشرارة التى هزت عرش الرياضة.
«حافية القدمين»، ملايين مثل «مروة» يلعبون البلى والحجلة وشد الحبل والسباحة فى الترع والمصارف، أبطال فى انتظار الفرصة.. نحن بدأنا ولن نتوقف، البداية «مروة»، والنهاية سعيدة.