قنا ومطروح: خلّى بالك وانت بترمى «البلى».. قدامك حفرة
«البلى» اللعبة المحببة للأطفال
عليك السير بحذر فى دروب وشوارع قنا ومطروح خشية الوقوع فى الحفر والمربعات التى ينشئها الأطفال كملاعب لممارسة لعبة «البلى»، الرياضة الأولى لهم فى ظل غياب أنشطة مراكز الشباب فى اكتشاف مواهبهم فى الألعاب الرياضة.
يقول محمد رمضان، أحد أطفال محافظة قنا، تلميذ فى الصف السادس: «كان نفسى ألعب لعبة البلياردو التى أتفرج عليها فى شاشات التليفزيون، ولكن مراكز الشباب فى قرية أبومناع قبلى التى أنتمى إليها لا تعرف موقعها وذهبنا لمركز الشباب المجاور فى قرية العطيات وجدناه غرفة عليها لافتة ولا يمارس أى نشاط رياضى».
وتابع: سلكنا نفس طريق من سبقونا فى لعب البلياردو «لعبة الأطفال الغلابة»، على حد وصفه، التى تقوم على اللعب الجماعى بين طفلين أو أكثر كل منهم لديه مجموعة من «البلى» يدخل بها السباق على ملعب محدود فى شارع نسكن فيه أو شارع آخر ونقيم مجموعة من الحفر ومن يسقط بلى الآخر فى الحفرة أو المربع والمثلث المحفور فى خطوط تكون ملكه.
ويضيف محمود صالح، طفل فى الصف الخامس الابتدائى: نمارس اللعبة فى الشارع عقب الانتهاء من اليوم الدراسى، حيث نقيم مسابقتنا بشكل أوسع فى بطولة مصغرة، أن يمثل كل شارع فريق، والفريق الفائز يطلق عليهم «الحريفة»، على حد وصفه.
يقول يوسف شعب، طالب فى الصف الثانى الإعدادى: كان نفسى أطلع لاعب كرة قدم ولكن عدم وجود مراكز ومسئولين يكتشفون مواهبنا أضاع حلمى وحلم آلاف الشباب بالقرى والنجوع فى محافظة قنا، والأطفال والشباب يمارسون الألعاب المفضلة لهم إما فى الشوارع مثل لعبة البلى وكرة القدم والكرة الشراب.
ويقول أسامة حسن، مواطن من مركز قنا، إن الفئات العمرية فى محافظة قنا محرومة من ممارسة الرياضة الحقيقية، وإن الشباب والأطفال يمارسون الرياضات المفضلة لهم فى الشوارع والحوارى الضيقة، واستكمل محمود حسن، مزارع، أن فترة الصيف تشهد مهرجانات سباحة فى نهر النيل والمصارف والترع لعدم وجود حمامات سباحة رياضية فى مراكز الشباب لممارسة هذه الرياضة، مما يعرض الكثير لخطر الغرق.
ويقول عادل الجزار، مدرب كونغ فو بمركز شباب أبومناع، إن الأطفال والشباب الذين يتدربون لديه يمارسون اللعبة على نفقتهم الخاصة، وشارك مؤخراً بهم فى بطولة الجمهورية وحصدوا 16 ميدالية.
وفى مطروح، ساعات طويلة يقضيها الأطفال فى شوارعها يمارسون لعبة «البلى».. «البليتين بربع جنيه والأربعة بنص»، بهذه الكلمات عبر زياد محمد، الطفل الذى لا يتجاوز 9 سنوات من عمره، عن اللعبة الشعبية التى يلعبها مع جيرانه فى حى الشروق بالكيلو 7 بمدينة مرسى مطروح، مستكملاً: بنلعب «بلى»، بنشتريه من مصروفنا وبلعب وبكسب وببيع واللى بيخسر بيشترى منى أو من الدكان.
ويقول الطفل عبدالرحمن السيد: «الزهر القباقا» بجنيه واللى بيعرف يختار الزهر بتاعه كويس بيكسب كل اللى بيلعبوا معانا.. وتابع: «ألعب أيام الإجازة أمام البيت عندنا مع أصحابى كل يوم وبكسب منهم بلى كتير»، ويكمل يحيى عادل، طالب بالصف الرابع الابتدائى، بشترى بـ3 جنيه بلى وبلعب مع أخويا والعيال وكان نفسى ألعب كورة لأنى حريف وقلت لماما وبابا بس معنديش وقت طول النهار فى المدرسة، أو فى الدرس عشان كده بلعب بلى.
ويشدد يوسف أحمد: «أهم حاجة النيشان وأحسن واحد ينشن حلو بيكسب البلى كله من أول دور».
ويضيف محمد خالد: البلى نقوم باللعب بيه ألعاب كتيرة منها لعبة «الإسكندرانى» وهى لها قواعد معينة خلال اللعبة عندما يكسب أحد ويبقى بليتين فقط يقول كلمة «إسكندرانى» أى يلعب عليها مرتين مرة من بعيد وأخرى من قريب، وبنحب لعبة البلى لأنها تعتمد على النظر وتنمى النيشان، ويقول عيسى عطية: كل الأطفال بيلعبوها لسهولتها، ويقول أحمد صالح، صاحب محل، هناك إقبال من الأولاد على شراء «البلى» لأنه رخيص ومناسب ليهم، وساعات ببيع بـ50 جنيه فى اليوم الواحد.