الفيوم: «الهوكى».. التطور الطبيعى لـ«الكرنيزة»
لعبة الهوكي
«الكرنيزة» و«الحجلة»، أشكال مختلفة لرياضات شعبية كان يلعبها الأطفال فى القرى منذ عشرات السنين، لكنها اختفت مع مرور الزمن، وتطورت إلى أشكال جديد بقرى الفيوم، ولم يكن هناك من يتبنى هؤلاء فى أى ألعاب رياضية.
«سيد الشورة»، أحد حكام كرة القدم السابقين، فى العقد الخامس من عمره، من أبناء قرية «شكشوك» بمركز أبشواى، بمحافظة الفيوم، يقول: «عندما كنا أطفالاً كانت لعبة الكرنيزة، هى اللعبة المفضلة لدينا، وهى عبارة عن 2 يقفان على الطريق الأسفلت، وكل منهما بيده عصا ويحضران علبة مصنوعة من الصفيح، يسهل إزاحتها بالعصا، ويسعى كلاهما لأن يمررها من الآخر، حتى يكون هو الفائز»، ويضيف «الشورة»: «كنت ألعب هذه اللعبة مع أولاد عمى وجيراننا بالمنزل، بشكل جماعى، وهى لعبة لم تكن موجودة إلا فى القرى، ومع مرور الزمن، اختفت هذه اللعبة التى كان يلعبها الأطفال البسطاء، من أجل التسلية، وممارسة الرياضة، حيث لم تكن هناك ملاعب ولا مراكز شباب بالقرى وقتها، وتعد لعبة الهوكى كبديل لها فى الوقت الراهن، ويعتبر فريق الهوكى بالشرقية، وهو فريق ريفى، امتداداً للعبة الكرنيزة»، ويشير «الشورة» إلى أن ظهور مثل هذه الألعاب الرياضية التى كان يمارسها البسطاء، كانت بسبب عدم وجود منظمين لمسابقات الأطفال، كما هو موجود حالياً، واخترعنا مثل هذه الألعاب لتضييع الوقت، وكنوع من الرياضة، ويضيف: «فى طفولتنا كنا أيضاً نمارس لعبة رياضية أخرى كانت شهيرة وقتها، لكنها اختفت حالياً، وهى لعبة «الحجلة»، وهى عبارة عن مساحة نخططها من الطريق قرابة 3 أمتار، ونخططها مربعات بالطباشير، ونقف بقدم واحدة ونرفع الأخرى عن الأرض فى محاولة للحفاظ على الاتزان الشخصى فى الحركة، وندفع بقدمنا قطعة صغيرة من الطوب، ونحاول تمريرها من مربعات الخصم، وفى أقصر وقت ممكن، وهى شبه اختفت أيضاً»، ويوضح «الشورة» أن الألعاب القديمة، كانت هى ألعاب الأطفال البسطاء، الذين لا يستطيعون الذهاب إلى أندية كبرى، وغيرها فى الوقت الذى لم يكن هناك مراكز للشباب.
«الشورة»: لم نكن نستطيع الذهاب إلى الأندية فى طفولتنا و«الحجلة» علمتنا الاتزان
ويضيف محمد ناصر، من أبناء قرية قارون، بمركز أبشواى، أن هذه اللعبة كان معظم الأطفال يلعبونها لأنهم كانوا يجدون فيها التسلية والمتعة، دون تحمل أى نفقات مالية، ولم يكن هناك مراكز شباب ولا أندية كما كانت تزيد الروابط بين أطفال المنطقة، ويشعرون بأنهم أشقاء جميعاً، وكنا نتسابق فيما بيننا على الفوز فى هذه اللعبة، ويوضح أن ألعاباً أخرى كان يلعبها الأطفال وقتها، مثل الاستغماية، و«ثبت» و«البلى» أيضاً، وكان معظم وقتنا فى اللعب، ويوضح «ناصر» أن كل الأطفال كانت تلعب معاً، وهو ما كان يولد بينها شعوراً بالأخوة، أما فى الوقت الحالى فأصبح الشائع بين أطفال القرى هو لعب كرة القدم فى الشارع، حتى لا يتكلفوا نفقات ارتياد الأندية.
ولم يختلف الأمر كثيراً مع جيل إفرايم حسنى، فى العقد الثالث من عمره، الذى نشأ فى منطقة الشيخا شفا، بمدينة الفيوم، ويقول: «كنا نلعب لعبة الاستغماية مع بعضنا البعض، حيث كان يغمى أحد زملائنا عينيه، ويختبئ الباقون فى مداخل العمارات، وخلف السيارات فى الشارع، وعندما يتحرك من مكانه بحثاً عنهم، يسعى كل منهم للوصول إلى «الميس»، أى الحائط المتفق وصول الجميع إليه، هرباً من اللحاق بهم، ومن يلحق به الطفل الذى يغمض عينيه، يكون هو الخاسر، ويؤدى نفس الدور مع الآخرين وهكذا».