لكل رجل ضِلع، وضِلع كل رجل حَوىَ البطن التي حَملت به وأنجبته إلى هذه الحياة.. فكيف لبعض الرجال ألا يقدرون قيمة ضلوعهم التي كانت سببا رئيسيا في وجودهم؟ وكيف ينكرون البطون التي خرجوا منها أحياء؟!
من ضِلع الرجل خرجت من كانت السبب في بناء شخصية ملايين الرجال، ومن كانت السبب في وصول آلاف الرجال لأعلى المناصب، إنها المرأة التي هي ضِلع الرجل الحامي لجسده والمحمي تحت ذراعه.
المرأة هي الأم التي تضحي، والجدة التي تعطي، والأخت التي ترعى والعمة التي تدعم، والخالة التي تعين، وهي المحبوبة التي تعشق الرجل والصديقة التي تحفظ سره، والزوجه شريكة العمر التى تشاركه الحياة بحلوها ومرها ليسكن إليها.. لذلك فهي ليست نصف المجتمع كما يزعم البعض بل هي المجتمع كله لأن الحياة لا تستقيم بدونها، والرجل في إحتياج دائم إليها ، وإلى ما تبثه فيه من طاقات وذبذبات إيجابية ليشعر بذكورته وقوته، فالرجل يحتاج إلى من يحنو عليه ويمده بالمشاعر والحب لتتجمل وتحلو حياته.
كثير من الرجال غير مناصرين للمرأة وغير متقبلين لفكرة لعبها لأدوار اجتماعية عديدة، لأنهم لا يعترفون بها ككيان مستقل ومنفصل عنهم.. هؤلاء للأسف لا يدركون أن المرأة تستطيع شق طريقها مستقلة بحياتها دون الاعتماد على الرجل، والدليل كثير من النساء المطلقات والأرامل يقمن بدور الرجل والمرأة معاً ويلعبن مع الأبناء دور الأب تارة ودور الأم تارة أخرى، أما على النقيض فإن أغلب الرجال المطلقين والأرامل قد لا يستطيعون لعب دور المرأة في حياة الأبناء فيلجأوا للزواج مرة أخرى لأنهم يحتاجون لمن يشاركهم ويعينهم على تربية الأبناء.. هذا لا يمنع أن هناك نساء مهمِلات لا يستطعن فعل أي شيء وهناك رجال يمكنهم لعب أكثر من دور معاً، لكن ما أقصده هو الأغلبية، فأغلب النساء يستطعن فعل ما لم يستطع فعله معظم الرجال فيما يخص تعدد الأدوار.. والعلم الحديث أثبت أن المرأة عقلها متعدد المهام يستطيع التركيز في عدة مجالات في وقت واحد أما الرجل فيستطيع التركيز في شيء محدد وبعدها ينتقل بتركيزه لشيء آخر.
حواء اليوم وصلت لأعلى المناصب داخل المجتمع وتغلبت على الرجل في كثير من المجالات، ورغم هذا فهناك الكثير من النساء ما زلن تنادين بحق المرأة في المجتمع بإعتبارهن ممثلات للرجل، في الحقيقة هي ليست مماثلة له لأن الأصل والأساس هو آدم الرجل أما حواء المرأة فخرجت من ضِلعه لتكون هي العنصر الأضعف الذي يحتمي بكنف الرجل الذي يظل هو العنصر الأقوى والأقدر في أغلب المجالات، لكن هذا لا يمنع أن للمرأة دور كبير لا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع.
تحية تقدير وإجلال للدور الفعال الذي تلعبه المرأة داخل المجتمع.. ولأن المرأة تستحق التكريم من كل الرجال تم تخصيص هذا اليوم وهو اليوم العالمي للمرأة للتأكيد على أهمية كيان المرأة.