مساومة على "الغلاوة".. اختبأ لدى أصدقائه وطالب أبيه بنصف مليون "فدية"
الطالب وأصدقائه
يجلس في مكتبه، يتلقى هاتفًا من هذا وطلبًا من ذاك، ويدون إمضاءه على إحدى الورقيات المكتبية لإنهاء أعماله، يوم عمل عادي يدير فيه الأب "حسين" شركته بمجال تجارة مخلفات المعادن، لم يكن يعلم أنه سيصبح أحد أبطال فيلم "جعلني مجرمًا"، مع اختلاف الأحداث، فالأب لم يكن بخيلًا ولم ينجب ابنة في عمر الزواج، لكن "عمر"، ابنه الطالب الجامعي الذي يدرس بإحدى الأكاديميات الحديثة ويدفع له والده من 9 إلى 12 ألف جنيه كمصاريف دراسية خلال الفصل الدراسي الواحد؛ قلب يومه رأسًا على عقب.
هاتف تليفوني تلقاه الأب من صديقه مهندس صيانة السيارات، لم تستغرق المكالمة دقائق معدودة ليدرك الأب أن ابنه في يد "عصابة مجهولة" -حسبما ورد في بلاغ تقدم به الأب للشرطة- ولاسترداده عليه أن يدفع فدية نحو نصف مليون جنيه، وعلى بعد 134 كيلومترًا ربما كان الابن ممدًا على أريكة في شقة صديقه بمنطقة الأربعين في السويس، يراهن على "غلاوته" عند والده ويحكي ذكرياته أيام الخطبة مع أصدقائه "حاحا" و"العسكري" و"عبدالرحمن" و"عبدالوهاب"، لكن القدر كان له رأي آخر.
التحريات بينت، أن الابن اتفق مع أصدقائه باختلاق واقعة خطفه على يد تشكيل عصابي مقابل فدية مالية قدرها نصف مليون جنيه، وتم ضبط المتهمين، واعترفوا بتفاصيل البلاغ الكاذب.
وتعود أحداث الواقعة، إلى تلقي مأمور قسم شرطة المقطم، بلاغًا من "حسين. ع. أ. ع"، صاحب شركة لتجارة مخلفات المعادن، أفاد فيه أن نجله "عمر"، (21 عامًا - طالب جامعي – مقيم بمنطقة المقطم)، توجه في تمام الساعة الـ10.30 صباح الأربعاء الماضي بالسيارة ملكه، رقم "ع ص ف 456 ماركة BMW"، رصاصي اللون، لمقابلة أحد مهندسي الصيانة بمقر شركته بمنطقة التبين، وأثناء انتظار الأخير حضور الطالب، استقبل هاتفًا سمع خلاله صوت منخفض لطفل صغير، وعقب ذلك تم غلق الهاتف.
وأضاف الأب، في بلاغه، بعد مرور ساعتين ورد اتصالًا من هاتف نجله المتغيب من مجهول يطلب منه تجهيز مبلغ 500 ألف جنيه نظير إعادته، ولحقه اتصالات هاتفية أخرى من أرقام مختلفة لسرعة تجهيز المبلغ المطلوب وتحديد ميعاد لاستلام المبلغ وإطلاق سراح المجني عليه.
تم تشكيل فريق بحث بوضع الخطة موضع التنفيذ، وردت معلومات لفريق البحث بعدم صحة الواقعة، وأن المتغيب اتفق مع صديق له يدعي "علي. ي. ع. أ"، وشهرته "العسكري"، على ابتزاز والده والتحصل منه علي مبالغ مالية والادعاء بواقعة الخطف، بالاشتراك مع كل من: "عبدالوهاب. أ. ع"، و"عبدالرحمن"، طالب بكلية التجارة جامعة السويس، و"أحمد. ع. س. ع"، وشهرته "حاحا"، طالب بكلية التجارة جامعة السويس.
وبتكثيف التحريات، أمكن التوصل إلى تواجد نجل المبلغ وسالفي الذكر بشقه إيجار خاصة بالمتهمين الثالث والرابع في منطقة الأربعين بالسويس، وتم التنسيق مع قطاع الأمن العام وبمداهمة الشقة ضُبط المتهمين وبحوزتهم سيارة نجل المبلغ والهواتف المحمولة المستخدمة في المساومة، وبمواجهتهم بالمعلومات والتحريات وما أسفر عنه الضبط اعترفوا باختلاق الواقعة.
وقرر المتهم الأول -نجل المبلغ- باتفاقه مع المتهم الثاني والتي تربطه به علاقة صداقة على الادعاء بتعرضه لواقعة خطف، وذلك لمروره بضائقه مالية وحاله نفسية سيئة عقب فسخ خطوبته ولاختبار مدى حب والده له.
وقال المتهم الأول خلال اعترافه في محضر الشرطة: "اتفقت مع باقي المتهمين على الإقامة بالشقة خاصتهما محل الضبط وإجراء المساومة"، وبمواجهة باقي المتهمين بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدوها، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.