مشاركة المصريين بالخارج تسطر فصولا من ديمقراطية الدستور الوطني
رضيعة برفقة أبيها يضعان ورقة التصويت
"رضيعة ومعمرة ورجل دين"، مشاهد تجسد حرص المصريين المقيمين في الخارج على تأدية واجبهم الوطني، وممارسة ما أقره الدستور عن الانتخابات الرئاسية ونظمه قانون الانتخابات الصادر برقم 22 لسنة 2014.
وانطلقت أمس، الانتخابات الرئاسية لدى المصريين المقيمين في الخارج الذين بدأوا بالإدلاء بأصواتهم. ويتنافس في الانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، ويمتد التصويت في الخارج لمدة ثلاثة أيام تنتهي في 18 مارس 2018، في مقار البعثات الدبلوماسية وعددهما 139 بعثة في 124 دولة بمختلف أنحاء العالم.
وفي تمام الساعة التاسعة بتوقيت سيدني، ومنتصف ليل 16 مارس في القاهرة، كان الأنبا سوريال أسقف ملبورن، يقف أمام السفارة المصرية في أستراليا ليدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية، ليكون أول مصري بأستراليا يشارك في العُرس الديمقراطي الأول بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وقال محمد خيرت، سفير مصر لدى أستراليا، إن هناك إقبالًا كبيرًا في اللحظات الأولى للتصويت في الانتخابات الرئاسية بأستراليا، مضيفًا، في مداخلة هاتفية على قناة "أون لايف": "المواطنين حرصوا هذه المرة على المشاركة في الانتخابات الرئاسية". مشيرا إلى أنه هناك كنائس تنظم وسائل نقل لمن لا يستطيع الانتقال لمقر الانتخابات.
وفي اليوم الثاني لتصويت المصريين بالخارج، افتتحت التصويت في القنصلية العامة بنيويورك، سيدة مصرية مسنة تجلس على كرسي متحرك، ما ينم عن وعيها وحرصها الشديد لدعم البلاد في الحدث الحالي، وفقا لحديث الدكتور ناصر صابر، ممثل الاتحاد العام للمصريين في الخارج بالولايات المتحدة الأمريكية، لـ"الوطن".
مشاركة أخرى في ظل دستور يراعي الديمقراطية والتعددية، تأتي هذه المرة من الكويت، التي تسجل حتى الآن أكبر نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية 2018، حيث تجلس نادية محمد عبده قنديل، 92 عامًا على كرسي متحرك، والمصنفة أكبر ناخبة في الكويت ومقيمة بها منذ 12 عامًا، قائلة: "حرصت على المشاركة في الانتخابات اليوم، ولو على كرسي متحرك، لرسم مستقبل أحفادي في مصر".
وقال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والمتحدث الرسمي باسمها، إن لم يتلق أي شكاوى بشأن سير انتخابات الرئاسة في الخارج. مضيفا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية، بمقر الهيئة الوطنية، أن هناك تواصل دائم مع فريق الدعم الفني بالسفارات لحل أي مشكلة أو أعطال فنية.
وأوضح الشريف في رده على سؤال لـ"الوطن"، أن دول الكويت والسعودية والإمارات هي الأكثر تصويتا، مؤكدا أن رؤساء اللجان الانتخابية بالخارج وعددها 139 لجنة سيعلنون الحصر العددي لمن صوتوا في الخارج عقب انتهاء الانتخابات، بينما ستتولى "الوطنية للانتخابات" إعلان النتائج النهائية بعد مراجعة الحصر العددي وبيان الأصوات التي حصل عليها كل مرشح والأصوات الصحيحة والباطلة.
وتنتقل الأنظار إلى رضيعة أصر أبيها أن تشاركه كتابة سطور الديموقراطية التي أقرها الدستور المصري، وهما يضعان ورقة التصويت في الانتخابات الرئاسية في مقر السفارة المصرية بلبنان.
ونظم الدستور المصري، الذي أُقر بعد الاستفتاء عليه مطلع 2014 بعد ثورة "30 يونيو"، عمل الانتخابات الرئاسية، من خلال ثلاث مواد هم 208، 209، 210، تنص المادة الأولى منهم أن الهيئة الوطنية للانتخابات هيئة مستقلة، تختص دون غيرها بإدارة الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية، بدءًا من إعداد قاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، واقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد ضوابط الدعاية والتمويل، والإنفاق الانتخابي، والإعلان عنه، والرقابة عليها، وتيسير إجراءات تصويت المصريين المقيمين في الخارج، وغير ذلك من الإجراءات حتى إعلان النتيجة.
ورغم عدم قدرته على السير، بسبب حالته الصحية المتأخرة، إلا أنه حرص على الحضور إلى السفارة المصرية بالكويت، والإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية. وقال الحاج أحمد عبداللطيف، 78 عامًا، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "أنا فعلا تعبان وحالتي الصحية مش ولابد، بس أنا كان لازم أجي النهارده وأدلي بصوتي لمصر، ومش مهم أرجع البيت تاني، بس المهم أشارك وأشعر بوجودي وأهمية دوري في تحديد المستقبل".
وأعرب أيمن القفاص، سفير مصر في الدنمارك، في مداخلة هاتفية على قناة "المحور"، عن سعادته وفخره بمشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن المصري في الخارج نموذج للوطنية. وقال القفاص: "أنا منبهر من المشاركة المصرية في الانتخابات بالخارج، المشاركة دي شرفتني وشرفت مصر".
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الجدول الزمني النهائي الملزم لانتخابات الرئاسة المصرية 2018، حيث بدأت تلقي طلبات الترشح في 20 يناير 2018 ولمدة 10 أيام، وتم تحديد أيام 16 و17 و18 مارس لتصويت المصريين في الخارج، على أن يبدأ التصويت في الداخل من 26 من الشهر نفسه ولمدة 3 أيام، وستُعلن نتيجة الانتخابات في الثاني من أبريل، وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.
ويتنافس في ثالث انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تقدم، 24 يناير الماضي، بأوراق ترشحه رسميا لخوض انتخابات الرئاسة.
وحصل السيسي على تزكية 550 نائبا بمجلس النواب، في إطار استكمال مستندات الترشح، في حين يشترط القانون الحصول على تزكية 20 نائبا، على الأقل، من أجل قبول طلب الترشح.
والمرشح الرئاسي الثاني هو المهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب "الغد"، الذي تقدم يوم 29 يناير الماضي، بأوراقه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية 2018، وذلك بعد حصوله على 20 تزكية للترشح من أعضاء مجلس النواب، و47 ألف توكيل من المواطنين، تزامنًا مع انتهاء المدة المحددة لتحرير إقرارات المواطنين بمكاتب الشهر العقاري لراغبي الترشح للرئاسة.