مع ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة وبالتالي صعوبة القيام بخطوة مكلفة مثل الزواج، تتزايد الأسئلة والاستفسارات على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالفتيات، تطرحن أسئلة واستفسارات متعددة مثل "لو وافقت وتنازلت عن حقي في الشبكة كده بقلل من نفسي؟"، "لو ضحيت وساعدت خطيبي في جوازنا، هل دا هيخليه يحس إني رخيصة؟" ، "الستات اللي اتنازلت عن حاجات في الجواز جوزك قدّر ولا مطمرش فيه؟".. إلخ.
وعلى الناحية الأخرى، ظهرت مجموعة من الشباب يرفضون مصاريف الزواج غير المنطقية، وأصبح بعضهم يدعم الزواج من غير المصريات وذلك لأنهم يرون أن المرأة الأجنبية توافق الزواج بأقل التكاليف والإمكانيات.
لذا، أريد أن أوضح عدة نقاط هامة في وجهة نظري، لعل وعسى يقرأها أحدهم ويعيد التفكير.. عزيزتي، رفضك للعادات والتقاليد الظالمة ليس تضحية، وقولك "لا" للشبكة والشقة والنيش والسفرة والشاليه ليس تنازل. قيمتك لا توزن بالذهب - مثلما يقول البعض - ولا الرجل يعيبه جيبه.
قيمتك تقاس بدرجة وعيك بحقوقك، وثقافتك، وإيمانك بحريتك وكيانك واستقلالك. إذا تركتِ الرجل يقوم بشرائك من والدك مثل قطعة الأثاث ببعض المال، إذا فأنتِ كنتِ وستظلين عبدة لسلطتهم وتحكماتهم.
تحررك من العادات البالية غير المنطقية، ورضاكِ بما يسمى عند المصريين بالقليل، فهو ليس قليل ولا تضحية.. أنتِ فقط تعاملي نفسك كإنسانة وترفضي أن تقدري ببعض من الأوراق المالية التي هي في الحقيقة لا تساوي شيئا أمام حريتك. وعلى الناحية الأخرى، يجب أن يدرك الطرفين (الرجل والمرأة) أن كفر المرأة بالتقاليد المجتمعية الزوجية، وتعاملها بالعدل مع شريكها في حقه كإنسان وعدم تقييمه بماذا أو كم يملك، يعطيها كامل الحق أيضا أن تنال حريتها من سلطته الأبوية الذي يعطيها له المجتمع.
موافقه الزوج وترحابه بالمساواة في أمور الحياة الزوجية وحبه لثورة المرأة على العادات العتيقة ومصاريف الزواج غير المنطقية، عليه أن يدرك أنه في المقابل أنكِ أيضا ترفضين أن يعاملك كآلة أو حاكم مثلما يفعل معظم الرجال الشرقية. إذا احترم الرجل تقاسم المرأة معه في مصاريف البيت، ويريد أن يتعامل كالغرب ويتزوج من أجنبية، يعتقد أنها لا تهتم بالماديات والمظاهر، فذلك يعني ايضاً أن يشارك زوجته في تنظيف البيت وغسل الأواني والصحون.
التناقض بين رفض الرجل لعادات الزيجات التقليدية ورغبته في أن تتعامل معه المرأة بتحضر وعدم الاكتراث للماديات، وبين رفضه للقيام بأمور البيت والنظافة واعتبارها أمور خاصة بالنساء فقط، تناقض غير منطقي، فالمساواة لا تتجزأ ولن تعتبر المساواة مساواة إذا حصل أحد الأطراف فقط على حقوقه!
المساواة شئ عظيم، تحقيقها أمر صعب نتيجة لقوة وكثرة العادات والتقاليد التي تترسخ في عقل الولد والبنت منذ ولادتهما.
ولكن هل تستطيع أن تتخيل معي للحظة، كم سوف تكون الحياة مثالية ورائعة إذا منحنا بعضنا البعض حقوقنا، وآمنا بالمساواة بين الرجل والمرأة في أبسط أمور الحياة مثل الحياة الزوجية؟ كم ستكون الحياة أبسط إذا حاولنا أن نقدم الأشياء لبعضنا البعض بدافع المحبة وليس تحت مسمى التضحيه والتنازل.. بل من أجل المحبة والإيمان بالمساواة فقط؟.