فى نهاية كل عمل فنى، سينمائى أو درامى، ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها، يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف، وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً..
هذا هو "المشهد الناقص"!
(العفاريت)
ـ مشهد داخلى نهاراً بمنزل كريمة
كانت "كريمة" تعامل كلاً من "لوزة"و"بلية" معاملة واحدة فقد أتت بالمدرسين لتعليمهما اللغات والموسيقى، وغيرت الغرفة لتناما فيها، واشترت لهما الألعاب والملابس والحلويات، ولكن ما كان يفسد عليها متعتها.. "من منهما ابنتها؟".. بينما كان "عمرو" يزورها كثيراً فيرى تلك الحيرة فى عينيها.
عمرو: ليه حاسس إنك مش مبسوطة؟
كريمة: بالعكس يا عمرو أنا مبسوطة جداً.
عمرو بإصرار: متأكدة؟!
كريمة تشرد بعيداً: بص يا عمرو.. أنا بربى البنتين واللى مريحنى إن فيهم بنتى لكن رغم كده محتاجة أعرف هى مين.
عمرو: تعرفى.. الإنسان ده نمرود أوى.. إنت كان كل أملك تعرفى مكان بنتك ولما لقيتيها ومتأكدة إنك بتربيها برضه مش راضية!
كريمة: أنا بأحاول يا عمرو بس ده حقى.
فى تلك اللحظة يأتى الضابط "حمدى" ومعه "سقراط" لتستقبله "لوزة" و"بلية" بفرحة، وتأتى كريمة لترحب به..
كريمة: إيه يا سقراط عامل إيه؟
سقراط :كويس الحمد لله.. بيعاملونى فى الملجأ أحسن على الأقل من الكتعة.
كريمه تبتسم: طب إيه رأيك بقى تقضى النهارده معانا.
سقراط: يا ريت.
كريمة لابنتيها: يلا يا بنات.. روحوا غيروا عشان نخرج خروجة حلوة أوى.
تجرى "لوزة"و"بلية" ويستأذن عمرو لارتباطه بمواعيد..
عمرو: طب همشى أنا بقى عشان عندى كذا معاد.
حمدى: خدنى معاك يا عمرو وهبقى أرجع عشان آخد سقراط.. عن إذنك يا مدام كريمة.
كريمة: مع السلامة.
سقراط: تعرفى يا ماما كريمة.. إنت طيبة أوى أوى.
كريمه: ليه؟
سقراط: يعنى بتربى بنتك وبنت غيرك مع إنك تقدرى بسهوله توديها الملجأ لإنك مش مسئولة عنها.
كريمة: ممكن عشان ما اعرفش لغاية دلوقتى مين بنتى.
سقراط: إنت لسه ما عرفتيش مين بنتك؟
كريمة حزينة: آه يا سقراط.
سقراط: بس أنا عارف.
تنتفض كريمة بفزع: تعرفهاااا منين؟!! انطق يا سقراط!!!!
سقراط: الكتعة قالت لى قبل ما تموت.
كريمة متحمسة: قالت لك إيه؟
سقراط: الأول قولي لى.. لو عرفتى مين بنتك هترمي التانية؟
كريمة: أبداً يا سقراط.. أنا بحبهم الاتنين وربنا عالم.
سقراط: أمال ليه نفسك تعرفيها؟
كريمة: هقول لك.. مع إنك صغير بس ممكن تفهمنى.. أنا بربى الاتنين وهمة حبونى حب الأم وبيحضنونى حضن الأم، لكن أنا فى حضنهم دايماً بأدور على حضن بنتى وده حقى اللى ربنا إداهولى.. ليه اتحرم منه؟
تبكى فيتأثرسقراط ويبكى لبكاءها: طيب يا ماما كريمة أنا هقول لك.. لوزة هى بنتك.. أما بلية بنت ناس من إسكندرية عندهم محل سمك فى بحرى.. أنا عارف اسمه والكتعة قالتهولى لما كنا مرة هناك وورتنى المحل.. وعلى فكرة.. هم ناس أغنيا برضه وخطفوا بنتهم زمان عشان ياخدوا فدية وخدوها ورفضوا يدوهم البنت.. أنا شوفت مامتها برضه هتتجنن عشان بنتها وعشان كده أنا خلصت ضميرى وقولت لك.
كريمه فرحة: تعالى فى حضنى.. إنت مش بس رجعتلى بنتى.. إنت كمان هترجع بلية لأمها اللى هتموت عليها.
سقراط: أنا من رأيى يا ماما كريمة تشوفى كل الأطفال ونصورهم ونعلن عنهم فى التليفزيون.. أكيد الكتعة ابتزت ناس كتير ونفسهم ولادهم يرجعوا ليهم ولحضنهم.
كريمة: أوعدك إنى أرجع كل طفل لحضن أمه زى ما رجعت بنتى لحضنى.. أهم حاجة ما تجيبش سيرة لبلية لغايه لما أسافر لمامتها.. وإنت هتيجي معايا عشان بلية ما تتصدمش.. ماشى؟
سقراط: ماشى يا ماما كريمة.
تنزل "لوزة" و"بلية" فتحتضن "كريمة" إبنتها "لوزة" بإحساس قوى يعوضها غياب كل السنين وتحتضن "بلية" أيضاً شوقاً لها ولكن بارتياح أنها ستعود لأحضان والدتها..
كريمة: إيه رأيكم النهاردة نروح إسكندرية؟
"لوزة" و"بلية" تقفزان مكانهما فرحاً ومعهما "سقراط" فتشاركهم "كريمة" فرحتهم وتقفز معهم بفرحتها بعودة ابنتها وفرحتها بمساعدة "بلية" فى العودة إلى أحضان والدتها.