كثيراً ما نسمع أشخاصاً يقسمون بأغلظ الأيمان إنهم ليسوا من جماعة الإخوان، ولا ينتمون إليها، وتكون هذه اليمين (الغموس أخلاقاً) مقدمة تمهيدية للوصول إلى فكرة أو موقف يتفقون فيه مع الإخوان، والحقيقة أن هذا الشخص يدرى أو لا يدرى فإنه ينتمى إلى نوع من أنواع الإخوان اسمه: (إخوانى الموقف)، لأن الإخوان (فى تقديرى) أنواع متعددة؛ إخوانى تنظيمى، وإخوانى عامل، وإخوانى متعاطف، وإخوانى الموقف، وإخوانى الهوى.
النوع الأول: إخوانى تنظيمى: هو من ينتمى إلى أعضاء مكتب شورى الجماعة، ومهمة هذا المكتب رسم السياسة العامة للجماعة وتنظيم النفقات والإشراف على الدوائر والشُّعب، وللانضمام إليهم شروط معينة.
النوع الثانى: إخوانى عامل: وهو واحد من آلاف الشباب الذين يقومون بتنفيذ سياسات وقرارات قيادات الجماعة، ويوجد من هؤلاء عدد فى كل قرية، يرأسهم مسئول مكتب المركز، ويرأس الجميع رئيس المكتب الإدارى بالمحافظة.
النوع الثالث: إخوانى متعاطف: شخص لا علاقة له بهذه التنظيمات، لكنه هو الوقود الذى تعتمد عليه الجماعة فى الحشد لقراراتها وسياساتها، فهو يتكلم بما يتكلمون به، ويقول بنفس آرائهم، ويجلس أمام إعلامهم، فهو متعاطف مع أفكارهم واختياراتهم اليومية.
النوع الرابع: إخوانى الموقف: شخص لا ينتمى إلى جماعة الإخوان، ويختلف مع بعض أفكارهم وتصرفاتهم، بل ربما يجهر ببعض سلبياتهم، ولكنه فى المواقف الفاصلة العصيبة التى تقف فيها جماعة الإخوان أمام الوطن يختار موقف الجماعة، وكلاهما -الوطن والإخوان- ينتظر من المواطن أن يعلن فى هذا الوقت تحديداً موقفه.. هل هو مع الوطن أم مع التنظيم؟، فإذا به يأخذ موقفاً يَصب فى مصلحة الإخوان، ويتماشى مع أمانيهم ورغباتهم وسياساتهم وتوجهاتهم، هذا النوع اسمه: (إخوانى الموقف)، ونموذج ذلك من يقاطع الانتخابات من غير المنتمين إلى الإخوان ولا حتى من غير الراضين عنهم، فهذا النموذج نجح الإخوان فى تطويعه لصالحهم فى معركة فاصلة، ولا يضر الإخوان بعد ذلك لو ظل هذا الشخص سنوات كاملة يسب ويلعن الإخوان طالما أنه فى المواقف الفاصلة وجدوه معهم، كما أن الوطن ليس فى حاجة إليه لو ظل سنوات يقف مع الوطن، طالما أنه يتركه فى المواقف الفاصلة العصيبة.
قد يعترض واحد ويقول: بهذا المنطق فإن من ينتقد رفع الأسعار هو إخوانى الموقف، لأنه اتخذ موقفاً فاصلاً يصب فى مصلحة الإخوان، وهذا مردود عليه، لأن انتقاد الغلاء ليس من المواقف الفاصلة التى يتم تخيير الناس ما إذا كانوا مع رفع الأسعار أم ضد رفع الأسعار، بل إن انتقاد أداء المؤسسات وما فيها من فساد أمر ضرورى، الفرق هنا بين أن يكون الانتقاد هدفه الهدم، كما عند الإخوان، أو أن يكون هدفه البناء والإصلاح.
أيضاً سيأتى من يقول إنك بهذا المقال جعلتنى بين خيارين: إما انتخاب أشخاص لا أرضى عنهم، وإما أنى أصبحت إخوانياً!! والجواب أنه يمكنك المشاركة فى الانتخابات مع إبطال صوتك.
النوع الخامس: إخوانى الهوى: شخص ضد الإخوان ويعاديهم ويرفضهم، ولكن هواه ومزاجه العام ومزاجه الفكرى ينتمى إلى الإخوان، وفى المقال المقبل نتعرف على سمات هذا النوع إن شاء الله.