«سارة» عمة بدرجة أم: «مش ابنى بس سبب فرحتى»
سارة عبدالرحمن
يبكى فيهرول نحوها، ولا يشعر بالأمان إلا بعد أن تحتضنه، فوجودها بالمكان الذى يلعب به هو رمز الحماية والدرع الواقى له من الأذى، هذا الطفل الذى لم يتعد عمره 5 سنوات، لم يشعر للحظة واحدة أنها ليست أمه، رغم أنها عمته. تتعامل سارة عبدالرحمن مع ابن شقيقها، كأم، تفرح لفرحه وتحزن بمجرد تجمع الدموع فى عينيه، ورغم صغر سنه إلا أنها تشعر أنه سندها وحماها، وتقول «بحسه فتوتى وضهرى»، وتضيف «يبقى معى أكثر من 6 ساعات متواصلة إن لم يكن أكثر، وذلك بسبب عمل أمه الذى يضعها تحت ضغط العمليات كونها طبيبة وعدم استطاعتها أخذ إجازة لرعايته، وتلك الفترة الطويلة تجعلها ترى التطور الجسمانى والعقلى لذلك الولد».
والدته تعمل طبيبة ولا تستطيع الحصول على إجازة لرعايته
الغريب أن حب العمة للولد لا يتأثر إذا حدثت مشكلة بينها وبين شقيقها أو زوجته، فله فى قلبها مكانة لا تختلف عن مكانة أولادها، و«عمتو» لم تكن كلمة تسمعها «سارة» من أول ابن شقيق لها بل هى كلمة تسعدها كلما سمعتها، وتشعرها بأهميتها لدى ابنها الذى لم تحمله ببطنها.
ورغم كونها أماً لطفلين، أحدهما ولد والآخر بنت، إلا أن «سارة» تعتبر ابن شقيقها فرحتها فى الحياة، فعندما تشعر بالحزن تجرى عليه لترى ضحكته المميزة فيذهب الحزن عنها، حسب قولها، وتوضح أنها لم تشعر أن «زين» يعطلها عن مراعاتها أولادها، حيث تعتبره ابنها، وتقول «لو كنت خلفت ولد بعد أولادى كنت أكيد قسمت وقتى ومقصرتش مع حد من التلاتة وزين هو طفلى الثالث».
فور ولادة «زين» لم يبق مع أمه 3 أشهر، حتى انتهت إجازة الوضع الخاصة بها، ومن بعدها لم تثق أمه فى أحد، سوى عمته، لتترك لها الولد لرعايته، ولم تذهب به إلى أى حضانة أو دار رعاية، خوفاً عليه من عدم التزامهم بالنظام الغذائى الذى يتبعه، حسب رواية والدة الطفل. ويعانى «زين» من حساسية الألبان، وحساسية متعددة، لذلك فهو ممنوع من الكثير من الأطعمة والحلويات التى تحتوى على الألبان والبيض وبعض أنواع الزيوت، خصوصاً أن معظم الأكلات التى يحبها الأطفال تحتوى على تلك المحظورات، وتقول عمته: «على عينى يكون نفسه فى حاجة ومديهالوش وبشغله بأى شىء آخر حتى لا أضعف أمام طلبه الذى يمنعه منه الأطباء».
تشعر الأم بألم مضاعف حينما يمرض الصغير، ولا يختلف حال «سارة» كثيراً التى يساورها القلق حينما يمرض «زين»، وتقول عمته «بعمله أراجوز علشان أشوف ضحكته»، وتضيف «وقع على الأرض سنته دخلت فى شفته، ماشفتش قدامى» هذا الموقف كان كفيلاً ليجعلها لا ترى أمامها، وتجرى بسرعة لتداوى فم «زين».