«أحمد» الحارس الصغير: «باحرس المعدات لحمايتها من السرقة»
«أحمد» ووالده داخل حجرة الحراسة بالمشروع
تهبط الشمس بظلالها على العمال بالموقع، لتبدأ وردية عمل جديدة لـ«أحمد عودة»، الطفل الذى يبلغ عمره 14 عاماً، ويعتبره العمال «طوق نجاة»، فهو يجلس بجانب المعدات والعربات الضخمة لحراستها بعد الانتهاء من ساعات العمل بالموقع، المهنة التى اختارها «أحمد» بإرادته دون مقابل، لكونه ابناً لأب بدوى يعيش طوال حياته وسط الصحراء مع أسرته المكونة من 10 أفراد؛ أب وأم و7 أشقاء هو أكبرهم، داخل منزل من الطوب قاموا ببنائه منذ 25 عاماً.
ضحكات بريئة تخرج من قلبه أثناء حديثه، يجلس «أحمد» بالساعات بجانب معدات المشروع دون أن يشعر بالضيق، حالة من السعادة تنتابه لكونه حارساً لعربات الموقع الضخمة لعدم سرقتها، فرغم صغر سنه إلا أنه يدرك أهمية المشروع بحسب قوله: «إحنا عندنا سباق الجمال دى حاجة كبيرة فى حياتنا كبدو، وأبويا طول عمره من أيام أجداده وإحنا عايشين فى الصحرا، وكنا بنعمل المسابقات دى ما بين قبايل البدو وبعضها، لكن مشروع مضمار الهجن دلوقتى هيكون حاجة كبيرة وضخمة وفيه بلاد كتير هتشارك فيها، عشان كده مبسوط إنى جزء من عمال المشروع». اعتاد «أحمد» ووالده «عودة» أن يحرسا معدات الموقع، منذ بداية العمل بالمشروع، يقول الطفل: «من وقتها وأبويا بيحرس المكان عشان مفيش حاجة تتسرق منه عشان إحنا اللى عايشين هنا وعارفين المنطقة كويس، وبقى يخلينى أساعده وأطلع أحرس لوحدى كمان، لأنى أكبر إخواتى وما بناخدش جنيه من حد، إحنا بنعمل كده عشان عارفين أهمية المشروع مش عشان ناخد فلوس».
مصباح مضىء، قطع أخشاب، كرسى خشبى.. أشياء بسيطة يستخدمها «أحمد» ووالده أثناء حراستهما لمعدات المشروع، لتضىء الموقع نوراً وتساعد على تدفئة المكان بحسب والده «عودة»: «الصبح بنبقى مع العمال لو عايزين حاجة بنساعدهم فيها، نعمل ليهم شاى وقهوة ولو عايزين ميّه يشربوا، وبالليل باقعد أنا وابنى نحرس المكان عشان العربيات والمعدات ما تتسرقش، لحد ما المشروع يخلص عشان هو جنب بيتنا، ودى بالنسبة ليا حاجة كبيرة وحمايتهم فى رقبتى، كفاية إن هيكون جنب بيتى مضمار للهجن دولى وكبير زى ده، الناس كلها هتحكى عنه وهيبقوا عايزين يشاركوا فيه من ضخامته، ودى حاجة تشرف أى مصرى».