استطاع الرئيس بوتين أن يحصل على تفويض الشعب الروسى للمرة الرابعة رئيساً للجمهورية بأصوات تزيد على 71% وفى مدة زمنية استمرت 15 عاماً، وقد فوض الشعب المصرى الرئيس السيسى 3 مرات تفويضاً شعبياً كاسحاً وفى انتظار تفويضه للمرة الرابعة فى انتخابات الأسبوع المقبل.
فقد حصل السيسى على تفويض شامل باعتباره القائد العام للقوات المسلحة فى ثورة يونيو المجيدة، حينما أعلن أن الجيش سوف يحمى الشعب إذا خرج يعبر عن نفسه فى رفضه للنظام الحاكم، بعد أن أجهضت جماعة الإخوان دعوته مرتين للإخوان والقوى السياسية للاجتماع تحت مظلة وزارة الدفاع للاتفاق على حل سلمى للأزمة السياسية التى احتدمت فى مصر بعد الإعلان الدستورى المجنون الذى أصدره مرسى وأعطى لنفسه كل صلاحيات الرئاسة والبرلمان والقضاء مغلقاً بذلك كل محاولات التفاهم مع باقى جموع الشعب المصرى.
وبعد أن ظهرت خطة الإخوان فى أخونة أجهزة الدولة بالكامل بدون استثناء والبدء بوزارة الإدارة المحلية من خلال حركة محافظين عجيبة ضمت رموزاً إخوانية معروفة، وأكاديميين ليس لهم أدنى خبرة بالإدارة لولا انتماؤهم الإخوانى فقط، وجاءوا بالدكتور بشر بديلاً للواء أركان حرب، حينما أعلن أن اختيار المحافظين يجب أن يتم بالتنسيق معى، ولكن الرئيس مرسى هو الذى يختار المحافظين، وترددت فى وسائل إعلام موالية للإخوان دعوات تخويف وإرهاب لكل من سيخرج فى مظاهرات يونيو التى دعت لها جبهة الإنقاذ، وبدأ الإخوان تهديدهم بنصب خيام حول مقر القصر الجمهورى، تواجه محاولة بعض الشباب إقامة خيام أخرى للتعبير عن اعتصام مفتوح ضد سياسات الإخوان، وقاموا بالاعتداء على السيدات والشباب فى محاولة لإثبات أنهم حول القصر يحمون مرسى من أى محاولة لاقتحام القصر، حينما قرر سائق لورى شجاع أن يقتحم هذا الستار الحديدى بواسطة رافعة وتم الاعتداء عليه وضربه، وسبق ذلك احتلال الإخوان نطاق مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على بعض المذيعين والمذيعات لإرهابهم لوقف النقد اللاذع لحكم الإخوان، وكان هذا مشهداً لمجموعة من الملتحين ينصبون الخيام على بوابات مدينة الإنتاج الإعلامى ويسبون النساء والرجال من الإعلاميين أثناء دخولهم وخروجهم، وصاحب ذلك بذاءات لا تصدر من أناس متدينين بقذف علنى فى شرف بعض الفنانات والإعلاميات، أحدهم قال لإحداهن كم شخصاً فعل معك كذا...؟!!.
وواكب ذلك مخيم كامل فى شارع المحكمة الدستورية على كورنيش المعادى لإرهاب قضاة المحكمة الدستورية من أى خطوة محتملة لقبول فكرة الطعن على شرعية استمرار مرسى رئيساً، نظراً لخروجه على مقتضيات الواجب الوظيفى لرئيس الجمهورية وتمكينه إحدى الجماعات غير الشرعية من السيطرة على مفاصل البلاد.
لقد كان المشهد المصرى الخارجى والداخلى للدولة المصرية مزرياً، وبدأت مصر وكأنها سيرك كبير، كان أكثر منظر مؤذٍ فيه حينما أذيع على الهواء مباشرة الاجتماع السرى؟!! لرئيس الجمهورية مع مجموعة من السياسيين، منهم أيمن نور، ورامى لكح، فطلب أحدهم الضرب بالطيران، وطلب الآخر التسليم بالأمر الواقع، وطلب الثالث تدويل القضية، وهكذا كان الحوار عبثياً فى قضية أمن قومى كبرى، وأعتقد أن هذا الحوار أنهى آخر أمل فى إصلاح هذا النظام، حيث شعر الشعب المصرى أن ساكن القصر الرئاسى ليس أهلاً له فقرروا إقصاءه، وهنا ظهر قائد الجيش المصرى عبدالفتاح السيسى ليعلن أنه لن نسمح لأحد أن يمس أى مصرى وسنحمى المظاهرات، والتقط المصريون إعلان قائد الجيش أنه سيحمى المظاهرات والمتظاهرين فخرجوا عن بكرة أبيهم فى مشهد قل أن يجود الزمان به، إذ ازدحمت الشوارع بنحو 40 مليون مصرى يهتفون «الجيش والشعب إيد واحدة»، و«لا لحكم المرشد»، «وانزل يا سيسى» وهذه المرة سيخرج المصريون جميعاً ليقولوا للسيسى «كمل يا سيسى».
{تحيا مصر تحيا مصر}