"أرجوكم دعوني أرى بلادي".. كان هذا طلب الرئيس العراقي السابق صدام حسين من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي خلال نقله بطائرة هيلوكوبتر من سجنه إلى المستشفى، وما أصعب الطلب على سلطان وقع في الأسر، لكنهم لبوا ندائه ورأى بغداد ليلا فزال التعب من جسمه وسكن روحه.
في التاسع عشر من مارس بدأ قصف أجزاء من بغداد بصورة محدودة، إذ كان القصف عبارة عن محاولات لقتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واستمر الحال إلى 21 مارس، وفي تمام الساعة 17:00 "بالتوقيت العالمي" بدأت ما يقارب من 1700 طلعة جوية عسكرية، ألقت 504 من صواريخ كروز، وتم غزو بغداد بعد 3 أيام من معركة المطار.
ومن غبار المعركة بدى للجميع ذاك المشهد المؤلم أنه كان في مارس أيضا، وتحديدا في التاسع منه، لكن في العام 1963 حين تم إعدام عبد الكريم قاسم الرئيس العراقي على يد البعثيين العراقيين بعد الإطاحة به بيوم واحد، وكأن قبلة العشاق ومنارة الثقافة على موعد مستمر في مارس مع الدماء.
في استفتاء مارس 2011 أكل رجال الجماعة الإرهابية الطعم، لينكشف وجههم المفزع أمام الجميع، طمعا في افتراس أرض موسى وهارون وملاذ عيسى وأمه، ليسقط القناع عنهم قبل أن نصل إلى ربيع المحروسة الذى صد خبث الربيع العربي المستورد.
لماذا مارس في ندائي الأخير؟ لأن لي في مارس ذكريات وأزمات، فعلى مر زماني لا يمر مارس دون كارثة كنت أتجاهلها كثيرا لكى تمر، أما وقد وصلت أزمات مارس للخيانة من وجهة نظر الضحايا أو قاضي التحقيق، أو حتى شركاء العملية مارس 2017، كان لزاما أن أعيد النظر في أسباب السقوط المدوي في بئر الخيانة حسب زعمهم ووفقا لرؤيتهم.
الخيانة يا سادة هي انتهاك أو خرق لعهد مفترض أو الأمانة أو الثقة التي تنتج عن الصراع الأخلاقي والنفسي في العلاقات التي بين الأفراد أو المنظمات أو الأفراد والمنظمات.
في كثير من الأحيان، تحدث الخيانة عند دعم أحد المنافسين أو نقض ما تم الاتفاق عليه مسبقا أو القواعد المفترضة بين الطرفين، صدام خان عبد الكريم والإخوان خانوا العهد مع شباب الجماعة، وأنا خنت "مارس" ولن أكرر أزماته مرة أخرى، وندائي الأخير إليكم لا تخونوا مارس.