بروفايل| "نصار".. خازن الأسرار
اللواء فؤاد نصار
فى الصباح الباكر استيقظ ليرتدى بدلته العسكرية استعدادا للخروج إلى الساحة الفسيحة فى الكلية الحربية ليشارك في حفل تخرج دفعته عام 1944، في الوقت نفسه كان الملك فاروق يستعد هو الآخر ليحضر الحفل المهيب، ويمرعلى الطلاب المصطفين، ليبدأ الواحد فيهم تلو الآخر في تقبيل يده كناية عن تقديمهم لفروض الولاء والطاعة لملكهم، إلا أن طالباً منهم أبي أن يفعل ينحني ليقبل يد "فاروق"، ربما استغرب الملك ذلك الموقف ولكنهم تعامل وكأن شيئاً لم يكن، ولم يدر في مخيلته أنه سيأتي يوم وسيشارك ذلك الطالب ابراهيم فؤاد نصار في ثورة تزيحه من علي عرش حكم مصر، ثم سيتدرج في المناصب ليصل إلى إدارة المخابرات العسكرية وقت حرب اكتوبر، ويواصل عمله إلى أن خرج على المعاش فيجلس قليلًا في الظل، حتى توافيه المنية مساء أول أمس.
كانت حرب 1948 أولي المعارك التي شارك فيها اللواء فؤاد نصار، بعدها انخرط في تنظيم الضباط الأحرار الذي خلع الملك فاروق عن العرش في عام 1952، كما شارك في التخطيط بغرفة عمليات حرب أكتوبر العظيم، وترقى "نصار" فى عدة مناصب عسكرية حيث بدأ مدرساً في كلية الأركان، كما تولي رئاسة المخابرات الحربية في الفترة بين عام 1972 إلي 1975، وعين في منصب محافظ البحر الأحمر في نفس عام خروجه من المخابرات الحربية لعام واحد فقط هوعام 1976، ثم محافظاً لمطروح في الفترة من عام 1978 حتى 1981 ليترك ذلك المنصب ويتولى إدارة المخابرات العامة فى أغسطس عام 1981 ولمدة عامين.
"أنا لا أسعى للتكريم ولا أبحث عن ذلك" هكذا قال خلال إحدى لقاءاته التليفزيونية رغم كونه أحد أبطال حرب أكتوبر وحصوله على ما يزيد على 20 نيشانا تكريما له طوال مشواره البطولي والذي تحدث عنه راوياً شهادته في كتاب "بطولات و جواسيس" الذي صدر في الذكري الـ 44 لإنتصارات حرب أكتوبر ليوثق مرحلة غنية في التاريخ العسكري المصري، قبل أن يرحل عن دنيانا أول أمس الجمعة، ليغيب عنا آخر أبطال غرفة عمليات حرب أكتوبر المجيد.