لم يكن يمر يوم إلا وأسمع منك ما يجرحني قبل النوم، وعندما أستيقظ أجد رسالة منك كفيلة بصبغ يومي بالسواد.
أي شخص مكاني يعرف مصلحة نفسه سيبتعد عنك تجنبًا لأوجاع القلب، لكنني أعيش على مبدأ؛ وهو أني لا بد أن أتحمل نتيجة اختياراتي، فما بالك بما ليس لي فيه حرية الاختيار.
تفتعلين مشكلة كبيرة لأني أخذت منك شيئا بسيطًا دون رغبتك، ألم تأخذي قلبي دون إرادتي؟.. تستحقين هذا القدر من الحب.. نعم، وأنا لا أستحق هذا الصد وهذه القسوة، فعندما قلت أمام الجميع في ذلك الحفل البعيد أن معي فتاة تشاركني الفرحة هي عندي بالدنيا كلها، كنتِ على يقين بأني أقصدك أنت، ومعنى هذه الكلمة لو تفكرتي فيها أنه لو صدر منك ما يضايقني فكأنما ضايقتني الدنيا كلها، وأنك إذا تبسمت فكأن الكون كله مبتهجًا يفتح لي ذراعيه.
لم يعد يهم أن أقابلك وأنت على هذه الحالة، تتعمدين إغاظتي ومضايقتي لإبعادي عنك، فأنا لا أريد أن أرى منك ما لا تطيب له نفسي، لذا سأبتعد ململمًا ما تبقى من ذكريات جميلة، لا أريد أن أتذكر إلا أنني ذات يوم أحببتك، واكتفيت بهذا الحب، وأغلقت قلبي عليك.
نعم، سأبتعد لأراقب ماذا فعلت بك الأيام بعدي، لأرى من يمكنه أن يحارب في سبيل عينيك مثلي، وأنا على يقين من أنه لا يوجد على ظهر الكوكب رجل لديه ذرة استعداد ليعيش هذا الألم معك ليل نهار.
ومستعد لرهانك على كل ما قلت، ها قد مضى عامان، لم تلفت نظري أي أنثى، فأنا أراك في كل النساء، وكأن لعنة حبك لن تفارقني، كأن عمري سينقضي ولا تنقضي، ولكنها لعنة أحبها وأعشقها؛ لأنها تذكرني بك ليل نهار، مع الشهيق الداخل إلى رئتي المتعبة من دخان سجائري، ومع الزفير المعطر برائحتك داخل صدري، نعم أستحق امرأة مثلك، وأنت لا تستحقين سوى فارسًا في ميدان الكلمات مثلي.