«سيدة الإسعاف والصائمة».. معمّرات أمام الصندوق
الحاجة زينب الصائمة
حضرت إلى لجنتها الانتخابية وهى تتكئ على عكاز قديم، طالبت الموجودين بإفساح الطريق لها للدخول، ولمحها فرد أمن، فسارع لمساعدتها ولم يتركها حتى أدلت بصوتها فى الانتخابات، إنها زينب عبدالخالق صاحبة الـ84 عاماً، التى رفضت الجلوس فى منزلها أول أيام الانتخابات، ورغم تقديم البعض لها العصائر لتروى ظمأها إلا أنها اعتذرت لهم بأدب: «معلش النهارده الاتنين وأنا صايمة»
الحاجة «زينب» عاصرت كل الرؤساء؛ من محمد نجيب حتى السيسى، ولجنتها الانتخابية فى الجمالية، حيث قابلها رئيس اللجنة بود، وساعدها فى الوصول إلى الصندوق، وقبل أن تلقى بالورقة داخله، قالت له بصوت منخفض: «ممكن والنبى يا ولدى تشوفنى اخترت مين لأكون غلطت ولّا حاجة»، فأخبرها باختيارها فابتسمت ودعت له ورددت وهى تغادر اللجنة: «أنا بحب السيسى وبدعيله ربنا يخليه لولاده، وعايزاه يخلى باله من الغلابة، عشان هما اللى فى ضهره».
«زينب»: «مرسى» مش رئيس.. و«حكيمة»: هاروح لـ«السيسى» لو فى الصين
وعلى باب اللجنة جلست السيدة الثمانينية تنظر إلى الحبر الفوسفورى فى يدها وعلى وجهها ابتسامة كبيرة: «أنا عايشة من أيام الملك، وفاكرة نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك وعدلى منصور والسيسى، ونزلت كل الاستفتاءات والانتخابات»، فأخبرتها شابة تقف بجوارها أنها نسيت اسم مرسى، فنظرت لها بغضب: «لا مانستهوش، بس ده مابعتبروش رئيس، سيبك منه».
لم تكن «زينب» هى العجوز الوحيدة أمام اللجان، فقد سبقتها، حكيمة مجلع خليل، المعمرة صاحبة الـ 104 أعوام فى سيارة إسعاف، للإدلاء بصوتها فى مدرسة الحرية التجريبية، لاستكمال مسيرة ابنها الشهيد مكرم الذى ضحى بروحه فداءً للوطن خلال حرب أكتوبر.
«حكيمة» اسم على مسمى، نطقت بلسان الحكمة مؤكدة أنها جاءت فى سيارة إسعاف لترد الجميل وتساهم فى رسم المستقبل لأبنائها قائلة: «هاروح للسيسى ولو فى الصين، راجل أصيل ورجّع لنا الأمن من تانى بعد الجماعة الإرهابية، وعاوزة أقول له ربنا ينصرك يا ريس وكلنا وراك، والنهارده عيد».