أب يوزع الأعلام على الناخبين: وصية ابني المغترب ليا
المستكاوي يوزع الأعلام
وقف الرجل بملابسه الكلاسيكية يهتف كما لو كان شابًا، ويلوح بالأعلام الصغيرة التي أمسكها بيده، وبين كل حين وآخر يخرج من الأعلام واحدًا ويعطيه لناخب خرج من اللجنة، شرط أن يريه الفوسفور على إصبعه، فإذا ما سأله أحد عن سر توزيعه للأعلام أخبره بقصة ابنه الذي يعمل في الخارج وأوصاه بالأمر بعدما فعله في انتخابات الخارج.
يبلغ محمود المستكاوي 72 عامًا، ويسكن في مصر الجديدة، لكن موطنه الأساسي منطقة الجمالية، ورغم انقطاعه عنها بحكم السكن الجديد، إلا أنه يعود إليها من الحين إلى الآخر، وفي الانتخابات الرئاسية الجارية، كان الرجل أول من يقف أمام باب اللجان في الصباح، يمر عليها ويشجع المصطفين في الطوابير بحماس: «دى وصية ابنى ليا، كلنا أسرة بتحب مصر، وهو شغال في الرياض، وبيتابع معايا أولا بأول».
ويحكى الرجل الذي كان يعمل بهيئة السكة الحديد، وله ابنة تعمل فى مجال الهندسة وابن فى إحدى شركات الطيران، وله ابن فى السعودية يعمل فى مجال المحاسبة وهو الذى أوصاه بالأمر: «ابنى محمد لما كان برة كان بيدعوا الناس للانتخابات، ووزع عليهم أعلام برضه، وبيكلمني كل شوية يتأكد مني إنى بنزل اللجان وادعم الناس وأحثهم على الانتخابات».
واشترى المستكاوي، مجموعة من الأعلام، صغيرة الحجم، من الموسكي، ويوزعها أمام مقار اللجان على الناخبين، وإذا طلب منه بعض الأطفال من الأعلام لا يتردد في منحهم: «الأعلام دي الدستة بـ30 جنيه، وجبت كام دستة ولما يخصلوا هجيب تاني» يحكى الرجل وعلى وجهه ابتسامة كبيرة، حين طلب منه رجل كبير في السن علمًا صغيرًا، بعدما كشف له إصبعه المغطى بالفسفور: «الناس دي بتحب بلدها، وعندها أمل في بكرة، واللي برة زي اللى جوة، ولما ابنى أصر إني أنزل وأعمل كده انا اتبسطت»، كلمات أنصت لها الرجل الذي أخذ علمًا، فدعى للرجل وابنه وتمنى لهما صلاح الحال.
لحظات قليلة وكان المشهد أمام أحد اللجان يميزه العلم المصري الصغير، حتى طلب أحد الواقفين صورة تجمع كل الأشخاص ليحتفظوا بها على هواتفهم، ووقف الرجل معهم مرددا كلمات أغنية «قالوا إيه».
وانطلقت الانتخابات الرئاسية، أمس، وتستمر لثلاثة أيام، يتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.
ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة. وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات.
وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.