«ملك» و«ياسين» والحبر الفسفورى.. صورة للذكرى
ياسين وملك إلى جوار والدتهما
على مدار يومين من الانتخابات الرئاسية كان لهم حضور بارز، وقفوا بين صفوف الناخبين وبين أقدامهم، صالوا وجالوا فى اللجان الانتخابية، تسارعوا فيما بينهم على غمس أصابعهم فى الحبر الفسفورى، بعضهم دخل اللجان حاملاً علم مصر، وهاتفاً بالعبارات الحماسية «تحيا مصر»، وبعضهم الآخر لم يتخل عن لعبته حتى خارج البيت، ليقف وسط جموع الناخبين الذين توافدوا على العملية الانتخابية، متحلياً ببراءته المعهودة، تارة يلعب بلعبته، وتارة أخرى يتابع بعينيه رحلة الناخبين من الطابور حتى الحبر الفسفورى.
وجود الأطفال فى الانتخابات كان بهدف حرص آبائهم على تلقينهم درساً عملياً حول الانتخابات الرئاسية، ليغرسوا فيهم الانتماء وحب الوطن والمشاركة السياسية، ليكونوا مواطنين إيجابيين لا يتأخرون عن واجبهم تجاه الوطن.
يسيران إلى جانب والدتهما قاطعين المسافة من منطقة الإمام الغزالى بميت عقبة وحتى اللجنة الانتخابية بمنطقة إمبابة وهما يهتفان «مصر.. مصر»، مشاعر مختلفة من الفرحة والحماس انتابت الصغيرين ياسين وملك محمد رجب، اللذين أجبرا والدتهما على الذهاب للإدلاء بصوتها اليوم على الرغم من نزولهما مع والدهما فى أول يوم انتخابى: «بنحب نفرح مصر واتعلمنا حبها من تشجيع المنتخب وصلاح».
عيون الطفلين تحمل الكثير من الأحلام الصغيرة.. «ملك»، ذات السبع سنوات، تتمنى أن ترى مدرستها الحكومية كالمدارس التى تراها فى التليفزيون، و«ياسين» يتمنى أن يصبح لاعب كاراتيه مشهوراً، كلا الطفلين لا يعرف شيئاً عن التصويت الانتخابى، إلا أن فرحتهما بالحبر الفسفورى كانت أكبر من فرحة الذين قاموا بأداء الواجب الوطنى: «دخلنا مع ماما اللجنة وحطينا صباعنا زيها، وأختى الصغيرة دلقت إزازة الحبر غصب عنها، واتصوّرنا». على الرغم من تعب جدتهما فإن الفرحة التى وجدتها فى عيون حفيديها وهما يستعدان للذهاب للانتخابات جعلتها تنزل معهما لتشاركهما الفرحة: «نزلت معاهم وأنا بالعكاز ومش قادرة أمشى، بس عشان أضمن حياة كويسة ليهم فى المستقبل».