"مصريون يصارعون الوقت".. ناخبو اللحظات الأخيرة: خوفنا من الزحمة
ناخبون أمام اللجان
"أن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل أساسا.. واللحظات الأخيرة برضه مراحل"، بهذه الكلمات مثل كل اللحظات الأخيرة في أمور حياته، وتوجه هشام محمد، إلى اللجنة الانتخابية في آخر يوم محدد للتصويت، اليوم الأربعاء، ليمنح صوته للمرشح الذى يعتبره مناسبا لتلك المرحلة، وكان الشاب الثلاثينى وهو في طريقه إلى اللجنة يعتقد أنه سيكون ضمن عدد قليل من المواطنين باعتبار أن مرور يومين على الانتخابات كفيل بالاستحواذ على أكبر نسبة من الناخبين، لكن الأعداد التى رآها أمام لجنته كانت مفاجئة له، فالشاب لم يكن وحده ممن يؤمنون بثقافة "اللحظات الأخيرة".
يعمل هشام في مطعم لتقديم الوجبات الجاهزة، ويبدأ يومه بالتحرك من المنزل في الساعة الثالثة عصرا إلى أن ينقضى يومه في العمل، ورغم نصح المقربين له بالتوجه إلى اللجان للتصويت صباح أحد الأيام إلا أن لم يتوجه إلا في اليوم الأخير: "أنا قلت هلاقى الدنيا رايقة بقى ومفيش زحمة، روحت لقيت مصر كلها بتفكر زيى"، يحكى الشاب الذى وقف أمام لجنة انتخابية في الجمالية، كان إلى جوارها شاشات عرض تقدم الأغانى الوطنية: "أنا بصراحة قلت أول يوم ده هيبقى كله نازل وتانى يوم الدنيا هتهدى شوية فأنزل أنا اليوم التالت، فى كل الأحوال لازم أقف فى الطابور وأستنى دورى في الدخول".
خلف الشاب كانت مجموعة تقدم خدمات للناخبين تسهل عليهم دخول اللجان، وتؤكد لهم ما إذا كانت أصواتهم مقبدة بالمدرسة التى يقفون أمامها من عدمه: "النهاردة الإقبال أكتر، المصريين دايما بيتأخروا فى كل حاجة، من أول طالب الثانوية لحد العامل في الشغل"، قال على نصر، الذي جلس أمام حاسب آلى متصل بالإنترنت وهو يكشف للبعض عن لجانهم.
"الناس الكبيرة في السن نزل معظمها أول يوم، زى كل أبهاتنا بيبحبوا يبقوا ملتزمين، لكن الشباب والناس الصغيرة شوية نزل معظمهم النهاردة" قالها طارق بهاء من أمام لجنته فى باب الشعرية، وهو يقف فى طابور للدخول إلى لجنته: "مش مهم نزلنا أول يوم ولا آخر يوم، المهم إننا ننزل ونقول صوتنا".
إلى جواره كان رجل خمسينى يقف وبيده حقيبة وضع بها عدة أرغفة: "أنا شغال شغل خاص وإجازتى كانت النهاردة، فاضطريت آجى النهاردة، لكن لو بإيدى كان زمانى واقف أول واحد فى اللجنة أول يوم".
يتوقع طارق أن تزيد أعداد الناخبين مساء اليوم الأخير من الانتخابات، باعتبارها آخر ساعات التصويت: "مهو اللحظات الأخيرة برضه مراحل، فى متأخر ومتأخر أوى، وزى ما قال المثل أن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل أساسا".