ما أسباب إصرار كبار السن على المشاركة بالانتخابات؟
صورة من الانتخابات الرئاسية
بين جموع الناخبين على مدار الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية 2018، تصدّر المشهد كبار السن في مختلف محافظات مصر، ممن حرصوا على الإدلاء بأصواتهم منذ الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع وحتى نهاية اليومين الأول والثاني، ومنهم من تحدى مرضه وعدم قدرته على الحركة من أجل المشاركة في الماراثون الرئاسي، كما أضفوا أجواء من البهجة والاحتفالات على المقار الانتخابية.
أصرار كبار السن على المشاركة بالانتخابات الرئاسية الجارية، لم يكن الأول من نوعه، حيث إنهم حرصوا على المشاركة في مختلف الانتخابات التي تشهدها البلاد، وهو ما يرجع في رأي الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى عدة أسباب.
وفندت فايد، تلك الأسباب، لـ"الوطن"، قائلة إن كبار السن يعتبروا أنهم الشريحة الأكثر خبرة ووعيًا وإدراكًا لموقف ومكانة وتجارب البلاد، وهو ما يجعلهم يمتلكون حسًا وطنيًا عاليًا، فضلًا عن استشعارهم بالخطر على الوطن بدرجة كبيرة.
كما أنهم يتمتعون بإحساس ضخم بالمسؤولية، في رأي أستاذ علم النفس السياسي، مضيفة أنه من خلال مشاركتهم الكثيفة بالانتخابات أيضا يهدفون إلى التأثير الإيجابي والفاعلية في الشباب، مؤكدة أن المرأة المصرية بمختلف مراحلها العمرية تصدرت المشهد أيضا بقوة كونها الطرف الأكثر مسؤولية وإيجابية في الأسرة.
ويرى الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن تحديد القرار يختلف بحسب المراحل العمرية من الشباب وكبار السن، وأيضًا نوع الجنس إذا كان رجل أو امرأة، موضحًا أن كبار السن يمتلكون قدرة أكبر على تحديد القرار والاختيار بشكل أفضل.
وتابع أبو حسين أن كثافة مشاركة كبار السن تزيد عن غيرهم من الفئات العمرية، أيضًا إلى تفرغهم عن العمل ومتابعتهم للأحداث والأخبار طوال الوقت، وزيادة حسهم الأبوي، كما أنهم يميلون إلى البُعد عن المشاكل.
وانطلقت الانتخابات الرئاسية، الأثنين الماضي، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتستمر 3 أيام تنتهي الليلة، يتنافس خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية.
ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفا و620 قاضيا من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفا و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات، وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.