«من العسير على الإنسان أن يعيش فى غير عصره، ومن الشاق عليه أن يعيش مبتور الصلة بالله، فارغ القلب من دين يهز رؤاه ويعصم خطاه ويركز سعيه الحثيث إلى الكمال الميسور». «يقف نمو الجماعة ويرتكس تطورها حين تعجز عن التوفيق بين الدين والمدنية، فكذلك يرتكس نمو الفرد عندما يخفق فى الاهتداء بروح الدين والعلم».
«احترام الدين لا يعنى احترام الخرافات التى ألقتها عليه الأغراض والفتن عبر القرون». و«احترام المدنية لا يعنى الافتتان بما يخالطها من زيف وزور». «عمل المفكرين والعلماء اكتشاف أكبر مساحة ممكنة من التخوم المشتركة بين الدين والتطور حتى لا نضطر فى نوبة من نوبات الحياة وأزماتها إلى تنحية أحدهما من أجل إفساح مكان للآخر»، و«عليهم اكتشاف جوهر الدين والمدنية معاً ليستطيع الناس أن يحلقوا بهما فى سماء قدرتهم البشرية».
«الإشاعة هى العادة السرية للمجتمع المضطهد».
«الأمة التى مارست مع الطغيان تجربة شاقة تستطيع أن تمارس مع الحرية تجربة رائدة ونافعة، ونقطة البدء أن ننظف مجرى النهر من جديد، نهر شخصيتها وسلوكها وتطورها». «الخطوة الأولى لتكوين الفرد الأخلاقى تحريره من الخوف، وفى تكوين المجتمع الأخلاقى تحريره من القهر».
«لن تصاب أمة برذيلة تنهش روحها وتجرف مصيرها مثل رذيلة الانفصال عن التاريخ». «بربرية الجسد والفكر والروح ضريبة التخلف والنكوص عن التقدم»، «علينا أن نولّى وجهنا شطر المستقبل، والدين فى يميننا والمدنية فى شمالنا»، «كل تخلف انتحار وانقراض، والمدنية لن تحس بخسارة إذا آثرتم أن تنقرضوا»، «لا يزال مبلغ جهد العقل تجاه الكون أنه واقف على أبوابه يقرعها».
«كان يردد دائماً الحكمة الصينية: من عرف كل شىء غفر كل شىء».
«لماذا تذهب صرخات الداعين إلى الفضيلة فى بلادنا مع الريح ذلك أنهم ينادون الناس من مكان بعيد ويتراءى لهم أنهم يخاطبون دمى خشبية لا أناساً يمورون مواراً بانفعالات وجودهم والحياة».
«أريد أن أعرف: هو الهتاف المجلجل فى نفس يسوع فى الجليل وفى نفس محمد وهو ثاوٍ فى غار حراء»، «إذا أفتيت الناس قبل أن تعرف فقد ظلمتهم ولو كنت مصيباً وإذا أفتيتهم بعد أن تعرف فقد أنصفتهم ولو كنت مخطئاً».
«المعرفة الكاملة الناجحة هى سبيل العاملين لكى يظفروا بعمل كامل ناجح»، «لقد اختفى من على الأرض الحكام الذين يدعون الألوهية ولكن لا يزال هناك حكام يدعون العصمة ويشعرون بها فى نفوسهم».
«السمع والطاعة السلبية تعنى غلبة غريزة القطيع على صوت الإلهام والعقل حيث ينسلخ المجتمع فيها عن إرادته ومشيئته بل عن ذاته».
«الديمقراطية ضرورة أخلاقية».
«حقوق الإنسان لم تعد عبارة إنشائية بل حقيقة تدل على ذات الإنسان وليس على مجرد حقوقه».
«الاستغفار إقرار من العبد بعبوديته لله، وطرح لكل ذاته بين يدى مولاه».
«إن الصدق يحمى نفسه، ويؤكد نفوذه، وهذه أوضح سماته، وأعظم ميزاته»، «الثرثرة تشكل خطراً على فضيلة الصدق، لأنها تستدرج صاحبها إلى مزالق يفقد فيها توازنه وثباته وصدقه».
«لا عذر لآكل الحرام. فالحلال هنا بيّن، والحرام أكثر بيناناً وظهوراً».
«الإسلام لم يأتِ ليعلمنا أخلاق الصوامع، بل ليعلمنا أخلاق المدينة».
«ما أكثر الهلع والشقاء اللذين يصيبان من يرتبط المال فى روعه بالترف لا بالكفاية، وبالكثرة لا بالبركة».
هذه بعض حكم خالد محمد خالد الرائعة التى استقيتها ولخصتها من بعض كتبه وهى تتجاوز عصره وزمانه إلى عصور كثيرة لاحقة، ووالله إنك لتحار أمام هذا العملاق الزاهد الموصول بالسماء والمحب لأهل الأرض، هل هو داعية مخضرم، أم أنه من دعاة الديمقراطية والحريات والمدنية، أم هو صوفى زاهد أم هو عالم موسوعى، أم فيلسوف وحكيم، أم مصلح اجتماعى، سأترك ذلك للقارئ، خاصة من خلال كلماته السابقة التى فاق بها أقرانه فى كل هذه المجالات.