أساتذة علم نفس واجتماع يوضحون كيفية التعامل الأمثل مع اليتيم في يومه
أساتذة علم نفس واجتماع يوضحون كيفية التعامل الأمثل مع اليتيم في يومه
صورة أرشيفية
15 عاما مرت على إطلاق جمعية الأورمان الخيرية فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأيتام، وتقديم الدعم لهم عن طريق مساعدات مادية أو أنشطة ترفيهية، وهو ما لاقى تأييد قطاع كبير من الأفراد والمؤسسات بالدولة، إلى أن صدر قرارًا رسميًا عام 2006 بإقامة يوم عربي لليتيم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته الـ26، وتحولت الجمعة الأولى من شهر أبريل إلى احتفالية عربية واسعة النطاق بالطفل اليتيم.
تواصل "الوطن"، مع أساتذة علم نفس واجتماع، لتوضيح أثر تلك الاحتفالية على نفس الأطفال وكيفية التعامل الأمثل معهم خلال ذلك اليوم، حيث قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن تخصيص يوم للأيتام هو فعل نبيل مليء بالمميزات، ويهدف لزرع روح العطاء لدى الأجيال الناشئة والشباب، وحثهم على التفكير فيما يمكن منحه للآخرين وليس الأخذ منهم فقط.
وأضافت صالح، أن القائمين على مؤسسات رعاية هؤلاء الأطفال لهم دور مهم في تلك الاحتفالية، يتمثل في التمهيد لهم لتقبل فكرة اختلافهم عن المجتمع، وأسباب اهتمام العالم بهم، فلا يؤدي اليوم آثارًا عكسية تنتج عن شعورهم بالدونية أو شفقة أحد عليهم.
واشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن الاهتمام بالترفيه عن الأيتام وإخراجهم من الوحدة إلى المجموعة، ومنحهم شعور بأنهم من ضمن نسيج المجتمع له أثر إيجابي كبير جدًا، مؤكدة أنهم دائمًا في حاجة للحنان والاحتواء.
وشددت صالح على ضرورة التركيز، في الحوار معهم، على طرح حكايات لشخصيات ناجحة كانت لهم نفس ظروفهم مثل المطرب عبدالحليم حافظ الذي نشأ في ملجأ للأيتام، لافتة إلى أن مثل تلك الحكايات تُخرج منهم الكثير من المشاعر الحزينة والمؤلمة، وتمنحهم أمل في المستقبل، مقترحة زيادة أيام الاحتفال بهم خلال العام، لأنه ليس باستطاعة أي مؤسسة أو جهة تقديم كل ما يمكن منحه للأيتام في يوم واحد.
من جانبه، أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أن الطفل اليتيم في حاجة لمن يقترب منه، ولا يصح أن يحظى بكل ذلك الاعتناء خلال يوم واحد فقط يظل في انتظاره طوال عام كامل، بل يجب أن تكون الجمعة الأولى من كل شهر مخصصة للاحتفال بالأيتام.
وعن الحوار الصحي مع الطفل اليتيم، أوضح فرويز، أن عدم التركيز على مشاكله أو اختلافه هو الأفضل، بشكل عام، مع منحه فرصة كافية للحديث إذا أراد التعبير عن نفسه أو الشكوى من شيء، ناصحا كل المترددين على الأيتام، خلال ذلك اليوم، بالرجوع إلى الصحيفة النفسية الخاصة بكل طفل والمفترض وجودها بدار الرعاية، لمعرفة ما يحتاجه ذلك الطفل والوسيلة المثالية للتعامل معه.