هل معنى تأييد الرئيس والدولة الوطنية يعنى دعم ومساندة كل السياسات دون تفكير أو تدبير؟ وهل معنى الاختلاف مع بعض السياسات يعنى العداء للدولة أو للرئيس؟ لو ساد الأمر لمعنى من الاثنين ما كانت هذه الأرقام الرائعة بالغة الدلالة لنتائج الانتخابات الرئاسية 2018.
نحن نواجه مشكلة حقيقية وهى مشكلة لا تتعلق بالاقتصاد أو السياسة أو حتى بمكافحة الإرهاب، إنما بعقليتنا وثقافتنا والرغبة فى إثارة أزمات والاشتباك فى مساجلات دون فهم واضح لما نُلحقه من ضرر بالدولة، لذلك مثلاً لا أفهم أبداً سر هذا الهجوم الكاسح من البعض على الأحزاب والتحريض ضدها، رغم أن هذه الأحزاب ومنها 18 كياناً ممثلاً فى البرلمان كانت منذ أيام مسئولة عن تنظيم وقيادة وتنفيذ حملات شعبية واسعة دعماً للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحملة الرئاسية الأخيرة والأكثر حضاً للناخبين على المشاركة فى عملية التصويت ضد دعوات المقاطعة للانتخابات.
أفهم أن يقود هذه الحملات جماعات المناهضين والمعادين للدولة، لكنى لا أفهم أبداً أن تنطلق هذه الحملات من أنصار أو من يسمون أنفسهم أنصار الدولة الوطنية، الذين يوقعون بهجومهم غير المنطقى أبلغ الضرر بالدولة التى يدعون الدفاع عنها، ونفس الحال يتكرر فى التعامل مع النخبة التى بات مجرد ذكر الكلمة يستدعى لذهنك كل المعانى السلبية المسيئة من كثرة تكرار الاتهامات والإساءات، والمثير أن هؤلاء لا ينتبهون إلى أنهم أنفسهم أصبحوا محلاً للسخرية والإساءة، كونهم جزءاً من النخبة أو يسعون للحلول بديلاً عنها، وللأسف هم لا يفهمون أن تصويب المسار لا يتم بالإساءة والاتهام، وأن الأمم الكبرى تنهض على أكتاف رموز الفكر والثقافة والعلوم.
هل الحملات ضد النخبة والأحزاب يتم ترويجها ممن لا يفهمون أم أنهم كما النباتات الشيطانية المتسلقة التى تتلوى بحثاً عن الطريق للأعلى، أم أنهم لا يفهمون الفارق بين البعض والكل فيطلقون الاتهامات دون تحديد فيصيبون الجميع؟.
يبدو أن البعض منا لا يفهم معنى الاختلاف من الداخل بل هو لا يفهم معنى إدارة الخلافات، لأنك تستطيع أن تنتقد ما تشاء لكن دون أن تصيب أساس الدولة ومكوناتها الأساسية بالضرر.
لقد أطلق الرئيس فى كلمته للشعب الاثنين الماضى رسالة بالغة الأهمية لمن يريد أن يفهم، الرئيس قال إن الذى جدد الثقة بى وأعطانى صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك، وأن العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين سيكون على أولويات أجندة العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة.
على الخائفين من توسيع مساحات العمل المشترك فى المرحلة المقبلة أن يتراجعوا.