بالفيديو| "الوطن" في جولة بمستشفى طوخ المركزي: "عذرا.. لا توجد خدمة"
طوخ
عبر أهالي مدينة طوخ بمحافظة القليوبية عن استيائهم الشديد من إغلاق مستشفى طوخ المركزي، أحد أكبر المستشفيات بمحافظة القليوبية، والتي تخدم مئات الآلاف من المواطنين بالمركز والقرى المجاورة له.
كانت وزارة الصحة أعلنت نهاية العام الماضي عن إغلاق المستشفى ونقل بعض أقسامه إلى أماكن أخرى، تمهيدا لإحلال وتجديد مباني المستشفى، ونُقلت وحدة الغسيل الكلوي إلى قرية العمار، والتي تبعد عن المركز ومقر المستشفى القديم بحوالي 15 كيلومترًا، مما آثار جدلًا واسعًا بين المرضى المترديين على المستشفى للعلاج.
"محمد. ع"، شاب ثلاثيني، روى لـ"الوطن"، معاناته اليومية في التنقل من مسكنه بوسط مدينة طوخ، إلى المقر الجديد لوحدة الغسيل الكلوي بقرية العمار، قائلاً: "من ساعة ما نقلونا العمار، واحنا مش عارفين نعمل إيه، في ناس تقدر تجيب مواصلة مخصوص توديها، وفي ناس غلابة زي حالاتي، بنجمع مع بعض ونجيب عربية واحدة تودينا وتجيبنا، والفرد بيدفع حوالي 25 جنيهًا كل مرة، وبنروح نغسل 3 مرات في الإسبوع، والمشكلة كمان في الطريق طويل علينا، لأن مريض الفشل الكلوي بعد جلسة الغسيل، بيبقى تعبان وضغطه عالي".
واستكمل "محمد"، حديثه قائلًا: أنه يعاني من الفشل الكلوي منذ ٨ سنوات، استمر طوال هذه الفترة في مستشفى طوخ، وعبر عن رضاه عن مستوى الخدمة بشكل عام في المستشفى، أو في وحدة الغسيل الكلوي بالعمار، ولكن أزمته الوحيدة تتمثل في المسافة والطريق المقطوع، من مكان المستشفى المغلقة حتى وحدة الغسيل بكفر العمار، حيث يمثل عبئا جديدًا على المرضى لصعوبة التنقل من المدينة إلى قرية بعيدة عنها، إضافة إلى الأعباء المادية بسبب عدم توافر وسيلة مواصلات مباشرة إلى القرية.
"الوطن" تنكرت في صفة ذوي أحد المرضى، في محاولة لحجز سرير بالمستشفى لأحد مرضى الكلى، إلا أن أحد الموظفين أكد أن قسم الكلى نُقل إلى قرية العمار، ناصحًا بعدم الذهاب إلى هناك بسبب بعد المسافة، وضعف الخدمات هناك، قائلا إن الذهاب إلى مستشفى كفر شكر أو بنها أفضل من محاولة الذهاب لوحدة الغسيل بالعمار.
الطريق إلى قرية العمار مليء بالمخاطر، لأنه طريق فردي تسير عليه السيارات في الاتجاهين بسرعة في آن واحد، وبه الكثير من المطبات والإصلاحات التي تعيق الحركة نوعا ما.
وفي وحدة العمار للغسيل الكلوي، طالبنا إحدى الممرضات بالوحدة حجز سرير لمريض كلى، إلا أن الرد تضمن أنه لا توجد أسرّة متوفرة بالوحدة، وعليه يجب التوجه إلى مستشفى بنها التعليمي، والبحث عن واسطة للعلاج.
إحدى الممرضات أوضحت: "المشكلة مش مشكلة سراير، هناك في بنها المكان أحسن من هنا، وأقرب لك من العمار، وبعدين هنا عندنا مشكلة في الوقت واشيفتات عشان مفيش دكاترة".
فيما سيطرت حالة من الغضب على المواطنين بمدينة طوخ، بسبب أزمة المستشفى، ووجهوا أصابع الاتهام إلى أحد نواب الدائرة الذي يمتلك شقيقه مستشفى خاص يقع بالقرب من موقع المستشفى الحكومي، مدشنين "هاشتاج"، "#طوخ_بلا مستشفى_طوخ_بلا_نواب"، محاولين الوصول لحل لأزمة تضرب بصحتهم، وصحة أولادهم عرض الحائط على حد وصفهم.
من ناحيته، عبر الدكتور نبيل قطب، المدير العام لمستشفى طوخ عن استياءه من الهجوم الذي يشنه بعض المواطنين، نافيًا رواية إغلاق المستشفى لصالح المستشفى الخاص، موضحا أن مباني المستشفى متهالكة بالفعل وتشكلت عدة لجان هندسية بداية من مجلس مدينة طوخ، نهاية إلى لجنة هندسية من جامعة القاهرة أقرت بالفعل بعدم صلاحية مباني المستشفى، وأصدروا قرارًا بإغلاقها الفوري حفاظًا على أرواح المرضى.
وأضاف "قطب"، لـ"الوطن"، أن نقل بعض الأقسام إلى مناطق بعيدة كان بمثابة "حكومة الأزمة"، فنقل الخدمة إلى مكان آخر أفضل من الاستغناء عن الخدمة بشكل تام، ونقل الأقسام جاء بناء على ملائمة كل مكان، فعلى سبيل المثال عيادة الكلى، تحتاج إلى مكان بمواصفات معينة من حيث التجهيز ولإمكانيات.