مصطفى البيلى عنز يكتب: أرض النماء والخير
مصطفى البيلى عنز
تعد محافظة كفر الشيخ من أفضل محافظات الجمهورية من حيث الحياة المعيشية، وذلك لتوافر كافة أنواع الزراعات بها، وكثرة عدد الثروة الحيوانية، والسمكية، والداجنة، فضلاً عن شبكة العلاقات العامة بين جميع أفراد المجتمع داخل المحافظة، وتلاحمهم، وترابطهم الدائم والمستمر.
لا شك أن المحافظة تعانى مشاكل جسيمة أهمها تدهور البنية التحتية للمراكز والمدن، وتدنى مستويات الرعاية الصحية، وغياب الخدمات الطبية اللائقة، داخل مستشفيات المحافظة التى حصدت أرواح الآلاف من المواطنين خلال الفترة الماضية، دون أدنى رقيب على المتسببين فى ذلك.
محافظة كفر الشيخ خرج منها المئات من مشاهير المجتمع، منهم الفنانون، والإعلاميون، والرياضيون، والشعراء، والمثقفون، والوزراء، والدعاة، وقارئو القرآن الكريم، الذين أثروا الحياة العامة فى مصر، وبعض الدول العربية، وبلغوا بعلومهم الآفاق، ومع ذلك أهملتهم المحافظة، وتركت أسماءهم تذهب فى مهب الريح.
المحافظة تحتاج إلى إعادة تأهيل فى قطاعات الصحة، والتعليم، والصرف الصحى، وإعادة النظر إلى كافة القيادات التنفيذية بها، الذين فشلوا فى إدارة معظم مؤسسات المحافظة، ما ترتب عليه تعطل معظم مصالح المواطنين، وإضاعة الكثير من الفرص على أبناء المحافظة.
كما يعانى شباب محافظة كفر الشيخ، هم الآخرون، من الإهمال، حيث باتت مطالبهم غير مسموعة، وغير مرحب بهم فى الكثير من أمور المحافظة التى استحوذ عليها بعض المنتمين إلى الأحزاب الوهمية، والمؤسسات غير المعترف بها، ما تسبب فى تكميم أفواه الشباب، وعزوفهم عن أى مشاركة سياسية.
كفر الشيخ، أرض النماء والخير، بها البحر الأبيض المتوسط، وبحيرة البرلس، وفرع لنهر النيل، ما يميزها عن الكثير من المحافظات الأخرى، ولكن للأسف لم نجد المسئول النشيط الذى يحاول استغلال تلك الموارد فى رفعة المحافظة، وزيادة دخل أبنائها، وحل مشاكلها التى تئن منها منذ سنوات عديدة لا حصر لها، ما جعلها متأخرة فى كل شىء.
ننتظر منذ سنوات مسئولاً يخفف من آلام أبناء المحافظة، الذين يعانون من أمراض الفشل الكلوى، والكبد، والسرطان، وغيرها من الأمراض الخبيثة التى لم تجد مستقراً لها إلا فى تلك الأجساد الهزيلة التى أفنت حياتها فى الحقول والأراضى الزراعية كى يعم الخير على أبناء مصر جميعاً، ولكن كأن القدر يأتى لهم بمسئولين على شاكلة بعضهم البعض.
فى النهاية، نتمنى أن يكون لمحافظة كفر الشيخ نصيب من الخدمات، قليل من الرعاية الصحية، وفيض من التعليم الذى هو أساس البناء لأى دولة تريد أن تنهض، الاهتمام بالشباب وتمكينهم وعدم تكهينهم، وقبل كل ذلك نريد مسئولاً عادلاً وقيادياً ناجحاً يكون صوت الفقراء والمساكين من أبناء المحافظة، يضع يده فى أيديهم، وينهضون بتلك المحافظة الكبيرة.
*طالب بكلية التربية النوعية جامعة كفر الشيخ