عزيزى الحمار
تحية طيبة وبعد:
أقدم لك خالص الاعتذار عن ما صدر منا فى حقك خلال السنوات الماضية، بل أعتذر وبشدة، ووشى منك بقى فى الأرض، ومن حقك جدا ترفع علينا قضية "تشويه سُمعه"، وكمان تطلب تعويض ما يتقدرش بثمن.. طبعا ما هى سيرة الحمار دايما مبتجيش غير بالإهانة بقت على لسان كل من هب ودب، وهو "يا حبة عينى" مش عارف يرد غيبته.
"إنتى يا حمارة"، ده كان الاسم الأسهل على لسان "الست زينب" لما تحب تتكلم مع بنتها، مش مشكلة "الحمار" ولا مشكلتنا خالص إن بنت حضرتك محدودة الذكاء أو استيعابها قُليل، أو مبتسمعش الكلام، علشان توصفيها بالحمار.
اللى إنتى متعرفيهوش يا ست "زينب" وهفاجئك بيه إن الحمار ثالث أذكى حيوان، كون إن حضرتك بتستسهلى وبتبوظى لنا معلومات أجيال بإن الحمار حيوان "غبى" وبتوصفوا الناس اللى زى بنتك بيه، ده بقى شيء ميرضيش ربنا، تحققى من معلوماتك قبل ما تشوهى سمعته، هو ملوش علاقه بغباء بنتك متردديش كلام وخلاص إلهى يسترك.
واللى متعرفيهوش كمان يا ست زينب إن الحمار عنده القدرة على معرفة صوت صاحبه والتمييز بينه وبين صوت أى شخص تانى، استنى.. ده كمان بيحفظ الطرق بدقة مهما كانت طويلة، وبيعرف يوصل للطريق اللى حفظه، اسمعى الكبيرة "يا ست زينب" ده كمان لو "تاه" يقدر يرجع مكانه لوحده، بنتك بقى ولامؤاخذة تقدر تعمل كل الحاجات اللى الحمار بيعملها دى؟! فلو سمحتى سيبى الحمار فى حاله وقومى شوفى لبنتك أى فيتامينات تقوى لها نسب الذكاء شويتين.
فى إيه يا شيخة إنتى "حمارة ما بتحسيش"، من صباحية ربنا بحكى لك عن المشاكل اللى أنا واقعة فيها وإنتى حمارة ولا حاسة بيا.
تانى يا غادة بتكررى نفس الجملة؟ طيب صاحبتك مش حاسة بيكى ومش مقدرة اللى إنتى فيه، إيه اللى جاب سيرة الحمار دلوقتى؟ مين اللى قالك إن الحمار معندوش إحساس زى صاحبتك، على فكرة الحمار "بيبكى" بحرقة لو صاحبه ضربه أو حتى حاول يوجهه بطريقة عنيفة، ده كمان بيمتنع عن الأكل والشرب لو حس بضيق، أعتقد يا غادة إن صاحبتك مش هاتمنع نفسها عن الأكل والشرب علشان إنتى عندك مشاكل، قبل ما تشبهى صاحبتك بالحمار فكرى شوية فى الإنسانيات اللى بيمتلكها الحمار واللى مابقتش عند ناس كتير أولهم صاحبتك.
فعلا طلعت "حمارة" وما تمرش فيها العيش والملح، إخص عليكى يا أستاذة إيناس هى علشان أميرة زميلتك فى الشغل غدرت بيكى تقومى تغلطى فى الحمار؟! إنتى تعرفى إن حمار "عم سيد" لما باعه لـ"حسين" جارهم الأسبوع اللى فات رجع على بيته بدل ما يرجع على بيت اللى اشتراه، يعنى الحمار تمر فيه العيش والملح، إزاى إنتى بقى بتشبهيه بصاحبتك اللى غدرت بيكى، طيب والنبى شوفتى زى وفاء حمار عم سيد يا أستاذه إيناس.
ممكن تبطلوا بقى إفتراء على الحيوانات وتشبهوهم بأبشع الأشخاص، بقول لكم إيه فى حيوانات تمتلك من الإنسانية ما لم يمتلكه الإنسان.
ففى الحيوانات الوفاء المفقود بيننا، وفى الحيوانات مشاعر لم تعد فى قاموسنا، وفى الحيوانات صدق انتهى تماما من علاقاتنا.
إلى جميع الحيوانات من حقكم الاعتراض على ماهو منسوب إليكم، فهذه الصفات السيئة لا نشعر بها فى تعاملاتكم معنا.
أشخاص كثيرون ليس لديهم القدرة على التعامل مع غيرهم بطريقة هؤلاء الحيوانات، فالخيانة أصبحت أسلوب حياة بالنسبة لنا، المصلحة أصبحت المتحكم الأقوى فى علاقاتنا، سوء الظن أصبح أقوى سمات عصرنا.
لما تحبوا تشبهوا تصرفاتكم غير المقبولة، ابتعدوا عن الحيوانات، فكثيرا منكم لا يرتقوا لذكاء إحساسهم، والدليل على ذلك أن كثيرا منا استبدلوا عدد من الأشخاص ببعض الحيوانات، بل ووجدوا معها الراحة الحقيقية اللى كانوا بيبحثوا عنها.
أعزائى الحيوانات أشكركم على تمسككم بصفاتكم النبيلة، أشكركم على مشاعركم الصادقة، فأنتم الأنقى والأرقى فى زمن ضاعت فيه كل المعانى النبيلة لدى البشر، أشكركم أيضا على وفاءكم وذكاء إحساسكم، وأتمنى أن تُصيبنا هذة العدوى.
إمضاء/
حيوانات مش هتسمح بإهانة مشاعرها مرة تانية