منذ قديم الأزل اختلفت عقائد البشر بين مؤمن وغير مؤمن وكذا المؤمنون مختلفون فى العقائد والمذاهب وكل فى عالمه ذاهب.
أرشدنا سبحانه وتعالى إلى الطريق مراراً وتكراراً. وما كانت الرسالات والكتب المتتالية إلا تذكرة وإشفاقاً على خلقه من بنى البشر ليسلكوا طريق الإيمان، لكن البشر شغلوا عن الهدف من الرسالات والرسل والكتب إلى الاختلاف بين تفاصيل الكتب وتفاصيل وطقوس العبادات.
شغلهم وشغل بالهم الطريقة وابتعدوا عن الطريق.
الطريق إلى الله واحد وإن اختلفت التفريعات، وما كان تتابع الرسالات إلا لتجديد العهد مع الله وتيسير العبادة ومواءمتها مع كل عصر وقوم وطبائع شعوب.
ومع التتابع يأمر العباد باتباع النسخ الجديدة من الإيمان والامتثال والطاعة، ويأمر أيضاً بأشياء تنظم العلاقة بين اتباع العقائد المختلفة. أمره تعالى بالسلام والمحبة والتسامح والإشفاق والرحمة والدعوة إلى سبيله بالحسنى هى تنظيم حقيقى لهذا الكون، ويذكرنا (جل جلاله وتقدست أسماؤه) دائماً بأنه وحده الحكم وإن مرد جميع الأمور إليه سبحانه، هو يُثيب وهو يعاقب، وأن يوم الفصل يحكم فيما اختلفنا فيه.
كل عقيدة وكل دين ومبدأ روحانى يفرض على أتباعه وأصحابه سياجاً وأسواراً عالية، وأسراراً لا متناهية، يخاف كل فصيل من أن يفقد أتباعه أو أن يعتنقوا فكراً أو مذهباً آخر فتجدهم يكفرون ويلعنون من يتخير عقيدة مغايرة، بعضهم يعذب أو يقتل أو يلعن، وينبذ من يترك طيفه الدينى ويلتحق بعقيدة أخرى.
نسى الإنسان كثير النسيان أن الله تعالى خلق السرائر والنفوس سرية لا يطلع عليها إلا هو وحده، جعل العقل والتفكير حراً وكذلك ذا صوت خفى يستطيع إخفاء أى عقيدة أو مبدأ أو فكرة داخل جنباته والأمر الخفى لا حكر عليه ولا أوصياء.
لو علمنا يقيناً معنى الإيمان، ما اختلف على الله وعلى طريقة العبادة إنسان، دينك وعقيدتك بينك وبين الله، عقلك ملكك أنت، روحك ملكك أنت، خلقك الله مختلفاً عن غيرك وأعطاك حرية التفكير والتصرف، إذاً تصرف بحرية تامة وعد إليه فى كل الأمور وفى مواطن الشك والقلق والاستفسار.
يا قوم إن الإيمان كالأفكار والمشاعر لا حكر عليه، نحاسب فرادى أيها البشر، كل وعمله. إن الله سبحانه فى كل الديانات أمرنا بالصلاة والصوم والزكاة والحج، فلنلتزم أوامره، بالعقيدة التى نعبده عليها أياً كانت، العقيدة التى تقنع عقولنا وقلوبنا وتمتزج بأرواحنا.
إن كنت مسلماً أو مسيحياً، سنياً أو شيعياً! المؤمن قلبه مطمئن بالإيمان، والإيمان قوى لا يهتز باهتزاز البشر وتذبذب تفكيرهم، ألم ينقل إبراهيم الخليل عليه السلام نظره للسماء بحثاً عن الله، استخدم عقله وروحه اللذين لم يقبلا أصنام آبائه، ظنه القمر بداية ثم الشمس ثم لجأ لله أن يهديه، فهداه الله تعالى، كان يستطيع سبحانه أن يخبره مباشرة ومنذ البداية لكن الله أراد له أن يتوصل إليه بعقله وإدراكه وروحه.
نحن بعصر فضائى مفتوح يعرض به جميع الأطياف والمعتقدات، إن أردت حماية عقيدتك فأحسن عرضها وكن النموذج الدعائى الأجمل لها، ركز على إيمانك أنت ودع عُبَّاد الله لله، لا تجبر أحداً على اتباعك ولا تنكر على أحدٍ إيمانه.