ذكرها «جوتييه» فقال «إن أصلها الأصلى تكوبى»، وفى مكان آخر يقول «إن أصلها الهيروغليفى (تاج)»، وهذا أيضاً رأى شامبيليون الذى قال إنها مدينة مصرية كان بها معبد الآلهة حتحور، أما أملينو فيقول إن اسمها القديم الوارد فى كشف الأسقفيات باسم إتكو، ويرى أنها كانت تابعة لمقاطعة قديمة تباشور التى هى الآن دفشو. ففى إقليم مصر الأول ذكرها رونسبير: «أربع عشرة أسقفية كاثوليكية تتبع كنيسة الإسكندرية وكانت منيلاس عاصمة إحدى هذه المقاطعات التى مقر أسقفيتها إدكو». ويضعها سليم حسن باسم «إدكو» أو «تاجو» على الساحل الشمالى لبحيرة إدكو فى المقاطعة السابعة غرباً، التى سماها نابليون «ميتيليت».. وهى -أى إدكو- من البلاد المصرية القديمة التى ظهرت بلفظها فى العربية مع التحريف ومعناها التل المرتفع. وذكرها استرابون باسم «أجنو»، وهى من بلاد السواحل المصرية التى وردت فى كتاب جورج القبرصى. ويذكر المقريزى فى القرن التاسع الهجرى أن إخنا ثغر مصرى للرباط فى سبيل الله، وفى سنة 882 هجرية زار السلطان قايتباى إدكو فى نزهته. ويقول فى الوجه البحرى مدينة النجوم وقد غلب الرمال السباخ، ويعرف اليوم منها مدينة إدكو على ساحل البحر بين رشيد والإسكندرية. وتعتبر إدكو أول مدينة فى البحيرة حظيت بعناية كثير من المؤلفين عنها فقد وضع محمد محمود زيتون كتابه «إدكو.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها» عام 1935، ووضع اللواء عبدالمنصف زيتون، مدير عام مصلحة خفر السواحل الأسبق، كتابه «على ضفاف بحيرة إدكو»، ثم وضع محمد محمود محمد رسالة عن «الخدمات الاجتماعية والاقتصادية لسكان إدكو سنة 1948»، كما تقدم الأستاذ بشرى لبيب كيرلس برسالة عنوانها «الجغرافيا الطبيعية والاقتصادية لإقليم بحيرة إدكو» لنيل درجة الماجستير من جامعة الإسكندرية سنة 1958. وقد وصف إدكو المستر فورستر فى كتابه «الإسكندرية» عام 1938. وأشار إلى عدم وجود فنادق أو ملهى بها، ووصف منازلها المبنية بالطوب الأحمر تعلوها النخيل، وأبوابها المقوسة من أعلاها على النمط الإيطالى، ولفت نظره طواحين الهواء المقامة على التل المعروف الآن بكوم الطواحين، ولكل طاحونة ثمانية أشرع، ولم يتبقّ منها إلا واحدة الآن. وشرب أهلها من آبار فى الرمال، وبها مصانع نسيج الحرير المستورد. على أن مياه الشرب النقية لم تدخل بيوت إدكو إلا منذ سنة 1927 عقب مد الطريق الزراعى من الإسكندرية إلى رشيد ماراً بها.