محمد أبوعمرة يكتب: «مشاركة.. تطوير.. تدريب.. تنمية»
محمد أبوعمرة
يقولون إن الموظف هو رأس مال المؤسسة ومفتاح نجاحها وضمان استمرارها، ومن الممارسات الحديثة قيام الإدارة بمشاركة موظفيها فى وضع الرؤية والرسالة، مما يبعث الثقة فى العاملين بملكية مؤسساتهم، لست ممن يعلم من أين اشتق شعار الجريدة «الوطن قوته فى ناسه»، لكنى بشكل أو بآخر لدىّ يقين كامل بأن المؤسسة تطبق كافة مفاهيم الممارسات الحديثة للإدارة من مشاركة وتطوير وتدريب وتنمية.
وخلال ستة أعوام تعلمت فى المؤسسة التى أفتخر وأعتز بها الكثير، أعطيتها من وقتى وجهدى وأخذت منها أكثر، فقد فتحت الأبواب على مصراعيها لتفاجئنى كل يوم بيوم أفضل من سابقه، المهنة التى أحببتها توهج عشقى لها فى «الوطن» التى والحمد لله لم تنل منها أمراض المهنة شيئاً، فشهادة صدق لم يفرض علىّ وحتى اليوم تنفيذ أفكار لموضوعات صحفية خارج قناعاتى المهنية والأخلاقية، كما لم تُرفض أفكار تصلح للنشر إلا فيما ندر.
خلال أعوامى الستة ذهبت بخيالى كثيراً أنا وزملائى فى قسم الأخبار وباقى أقسام الجريدة بموضوعات صحفية أحدثت أصداء فى الرأى العام، خلال سنوات كان وطننا الكبير مصر يمر فيها بمراحل تغيير جذرى من القاع للقمة وشهد ثورات وأحداثاً لم يتوقعها أحد قبل عام ٢٠١١ حيث شهد ميلاد ثورتى يناير ويونيو ٢٠١٣.
سيتوقف التاريخ المهنى للصحافة فى مصر كثيراً أمام ميلاد جريدة «الوطن» الفريد فى أبريل ٢٠١2، فهى إحدى إن لم تكن التجربة الصحفية الوحيدة التى ولدت كبيرة واستمرت حتى اليوم بفضل الله وأبنائها المخلصين لها وتقاليدها الرصينة التى تترسخ يوماً بعد الآخر فى وجدان كل العاملين من أبناء المؤسسة بأن «الوطن» ستستمر فى القمة رغم ما تتعرض له المهنة من هزات تحدثها وسائل التواصل الاجتماعى نواجهها بتدريب مستمر توفره المؤسسة لنا فضلاً عن إرادة لا تلين فى الاستمرار والبقاء.
على المستوى الشخصى ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذى كان فيه العمل فى تجربة «الوطن» حلماً لأبناء جيلى من خريجى كليات الصحافة والإعلام؛ فقد ترأس تحرير «الوطن» هيكل تحريرى من أساتذة أجلاء كان النجاح عنوان تجاربهم المهنية منذ ازدهار الصحافة الخاصة خلال العقد الماضى، وخلال وقت قصير تعلمت الكثير منهم وحققت الكثير على أيديهم وأدين بالفضل لهم جميعاً بعد المولى عز وجل فيما أنا فيه، فتحية تقدير منى فى عيد ميلاد «الوطن» السادس لهم جميعاً.
اليوم أستيقظ على يوم جديد انتظاراً للبحث عن كل ما هو جديد فى بلاط صاحبة الجلالة، أقلب فى صفحات الصحف اليومية بمتعة وحب لا يعرفه إلا من أدمن قراءة الصحف، وأتمنى ألا يأتى اليوم سريعاً الذى أذهب فيه لدار الوثائق لكى أطالع الصحف الورقية التى يتنبأ الكثيرون أنها ستصبح مجرد ذكرى.