عبدالحميد عيد يكتب: خطوات التحدى
عبدالحميد عيد
كانت البداية عندما هاتفنى صديقى العزيز الأستاذ محمد مسعد، وعرض علىَّ العمل معه بتجربة صحفية جديدة، وأنه مكلف بإنشاء قسم للتصوير بجريدة جديدة تسمى «الوطن»، تحت قيادة الأستاذ مجدى الجلاد والأستاذ محمود مسلم، فكانت خطوة التحدى الأولى، عندما شعرت بمدى الثقة التى منحها لى، فقررت الموافقة فوراً، ودون أى تردّد، لثقتى الكبيرة به، وبمروره بتجربة سابقة ناجحة بكل المقاييس الصحفية مع معظم أسرة العمل بجريدة «المصرى اليوم»، وهم الآن بصدد بداية تجربة جديدة فى بلاط صاحبة الجلالة
وسريعاً جاءت خطوة التحدى الثانية، عندما تقابلنا وشرح لى خطته وأهدافها، وما يحلم به فى إنشاء وتكوين قسم للتصوير الصحفى بمقاييس وأساليب تقنيه حديثة تواكب التطور فى التصوير الرقمى المعاصر من مستوى فنى وتقنى عالٍ، وفى ميعاد آخر تمت مقابلة أخرى مع الدكتور أحمد محمود، المدير الفنى للجريدة، فكانت أول مقابلة تعارُف معه، رغم معرفتى به من خلال أعماله وموهبته المتفردة التى لا يختلف عليها أحد، فأبهرنى بأسلوبه السهل الممتنع والممتع فى عرض رؤيته الخاصة للصورة، فبرغم عملى سنوات عديدة بمجال التصوير الصحفى بأعرق وأكبر الصحف انتشاراً بجريدة الأهرام، ولكنى شعرت أننى فعلاً أمام تجربة صحفية جديدة.
بعد جهد وعمل متواصل كانت البداية أبريل 2012، مع صدور أول عدد من جريدة «الوطن»، شعرت أن خطوات التحدى التى مررت بها يوماً بعد يوم أصبحت شبه عادة، وحتى الآن نحن فى تحدٍّ يومى لأنفسنا وللقارئ، لتقديم ما هو جديد ومختلف، وأصبح التحدى غايةً نسعى لها يومياً رغم مرورنا بأحداث غاية فى الصعوبة والمخاطرة مرت بها مصر خلال الـ6 سنوات الماضية، مرت علينا جميعاً وسط ظروف قاسية من إصابات واعتداءات وحرق وتكسير للمقر والمعدات والكاميرات التى نعمل بها، وتهديدات مباشرة وغير مباشرة لمعظم الزملاء بالجريدة، ورغم هذه الظروف القاسية كنا دائماً -وما زلنا- الأفضل فى تغطية الأحداث والانفرادات الصحفية من حيث الصورة والخبر، ونقل الحقيقة للقارئ الذى احترمناه فاحترمنا وأعطانا التميز، فكان النجاح.
فشكراً لكل كتيبة «الوطن» التى ساهمت وشاركت فى هذا النجاح بعملها ومجهودها المستمر حتى الآن، وعلى رأسهم الأستاذ محمود مسلم رئيس التحرير، والدكتور أحمد محمود المدير الفنى، والأستاذ محمد مسعد رئيس قطاع التصوير، الذين أتشرف بالعمل معهم وسط مجموعة كبيرة من أسرة أسعدنى العمل معهم، تحت شعار واحد يجمعنا جميعاً، ولكنه ليس شعاراً فقط، بل هو عنوان لتجربة فريدة شرفت بالعمل معها طوال هذه الفترة، وحقاً «الوطن قوته فى ناسه».