سحر عزازى تكتب: حلم فتاة القرية الذى تحقق
سحر عزازى
فى الوقت الذى كانت تحتفل فيه «الوطن» بصدور أول أعدادها قبل 6 سنوات، كنت أجلس فى قريتنا التى تبعد عن القاهرة بـ5 ساعات، أنتظر عم سيد الملقب بـ«سيد صحافة» فى الصباح يفتح كشك الجرائد الخاص به ليعطينى نسخة -من الجريدة حديثة الصدور- اعتدت قراءتها فوق سطح بيتنا المتواضع بمحافظة الشرقية بعيداً عن ضجيج الأطفال، بين صفحاتها كنت أتخيل اسمى مدوناً على أحد موضوعاتها التى كانت تثير إعجابى وأردد بفخر: «كتبت سحر عزازى» وأعيد كتابة الاسم فى صفحات أجندتى المفضلة.
حلم كان يكبر كل يوم يلاحقنى كظلى حتى جئت للدراسة فى كلية الإعلام، جامعة القاهرة، بدأت أخطط لتحقيق حلمى، كان من الأفضل لى وقتها أن أمر بتجربة أولاً لتعلم أبجديات المهنة، وبالفعل التحقت بفرصة فى جريدة أخرى بينما عينى ترقب من بعيد مقرها القديم فى طريقى إلى البيت كل يوم.
هيأت نفسى لليوم الذى أدق فيه بابها، كان فى أكتوبر 2014 حين علمت بفرصة تدريب عن طريق صديقة مقربة لى تعرف مدى حبى وإصرارى للعمل فى هذا المكان، أسرعت لإجراء المقابلة كان الزميل العزيز «شنح» فى استقبالى، شاهد نماذج من كتابتى أعجب بها ووافق على الفور على انضمامى لقائمة المتدربين بعد فترة، ومع اقتراب معرض الكتاب طلب قسم الثقافة بعض المتدربين من الموقع الإلكترونى للمشاركة فى تغطية الجريدة الورقية، رشحنى «شنح» وشاهدت اسمى لأول مرة على موضوع فى النسخة الورقية يوم 8 فبراير 2015، لن أنسى هذا التاريخ أبداً الذى تجاوزت فيه فرحتى حدود السماء، كنت أحلق من شدة السعادة غير مصدقة سرعة الاستجابة، فالأمر بالنسبة لى ليس مجرد الحصول على فرصة عمل فى صحيفة بل كان هدفاً كتبته بخط يدى، أتذكر أننى وقتها هاتفت أسرتى فى البلد لأبشرهم بالخبر السعيد، وأخبرت عم سيد بأن اسمى موجود فى صفحة 4 عليه الاحتفاظ به.
شغف لا أعرف له تفسيراً، وحب تسلل إلى قلبى دون سابق إنذار، كان من نصيب ذلك المكان الذى أشعر فيه بالأمان والارتياح، وكأنه منزل بديل لاغترابى عن عائلتى، مضيت فيه 4 سنوات إلا أشهر قليلة كانت معظمها من نصيب قسم الفن الذى كان بوابتى الأولى والحقيقية فى بلاط صاحبة الجلالة، ثم جاء انتقالى فى أغسطس الماضى إلى قسم المنوعات، تحت إدارة الأستاذة شيماء البردينى، التى علمتنى الكثير على المستويين المهنى والإنسانى فى زمن قل فيه المعلم، فضلاً عن زملائى وأساتذتى، على رأسهم الأستاذة سماح عبدالعاطى والأستاذة هبة حسنين، الذين أحاطونى بمحبتهم واستطاعوا تعويض جزء كبير من معاناة البعد عن الأهل، لتتحول المؤسسة التى ننتمى إليها إلى بيت كبير يحتوينا جميعاً ويمد لنا يد العون وقتما نحتاج، هنا أعيش وأتعلم وأشبع شغفى الذى تعلق بالمكان وناسه.